بقلم: عميرة أيسر شنت طائرات التحالف الأمريكي البريطاني الفرنسي غارات جوية فجر السبت الماضي استهدفت عدداً من المواقع العسكرية والمدنية السورية وأدت إلى إصابة حوالي 6 مدنيين بجراح متفاوتة الخطورة وذلك عقب إصابتهم بشظايا أحد الصواريخ التي انفجرت قرب أحد المستودعات العسكرية في مدينة حمص السورية حسب ما أكده مصدر أمني رفيع لمراسل وكالة نوفوستي الروسية فالصواريخ الغربية والتي تراوح عددها الإجمالي ما بين 100-120 حوالي صاروخاً غربياً بحسب ما ذكرت ذلك وكالة روسيا اليوم الدولية قد تم إسقاط معظمها من طرف الدفاعات الجوية السورية ويذكر بأن طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الأمريكي اشتركت في قصف حوالي 10 مواقع عسكرية ومدنية سورية بالتنسيق الكامل مع طائرات حربية بريطانية وفرنسية وكان الهدف المعلن من هذه الضربات الجوية هو تدمير مصانع إنتاج الأسلحة الكيماوية و التي تدعي البلدان المذكورة أن الدولة السورية قد استعملتها في مدينة دوما السورية بالقرب من منطقة الغوطة الشرقية والتي أدت إلى سقوط العشرات من الضحايا بين قتيل وجريح. هذا العدوان الثلاثي على دولة عربية لها مقعد دائم في الجامعة العربية وفي الأممالمتحدة ودون تغطية من مجلس الأمن الدولي يعتبر انتهاكاً صارخاً لكل المعاهدات والمواثيق الدولية في نظر خبراء القانون الدولي ومساساً خطيراً بسيادة الدول المستقلة. بالخصوص وأن لجنة تقصي الحقائق التي طالبت سورياالأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي بتفعيلها كانت على وشك القدوم إلى دمشق من أجل مباشرة تحقيقاتها لمعرفة الأسباب الحقيقة لمجزرة دوما ومدى صحة الادعاءات الخليجية و الغربية والإسرائيلية التي تتهم نظام الدولة السورية الشرعية بارتكابها. واشنطن التي ادعت بأنها استهدفت مصنعاً لإنتاج الأسلحة الكيماوية قرب مدينة حمص السورية ومركزاً للبحوث العسكرية في العاصمة دمشق كما أعلنت ذلك وزارة الدفاع الأمريكية والتي وصف رئيسها دونالد ترامب في خطاب له الرئيس السوري بشار الأسد بالحيوان ووصفت مبعوثته الدائمة إلى مجلس الأمن الدولي نيكلي هايلي روسيا بالوحش يعلم صناع القرار فيها أكثر من غيرهم بأن سوريا خالية من الأسلحة الكيماوية منذ سنة 2015م وبأن موسكو قدمت ضمانات دولية بأن حليفتها دمشق لن تستخدم أي نوع من أنواع الأسلحة الكيماوية في حربها ضدَّ الجماعات الإرهابية المسلحة. كما أكد مندوب سوريا في الأممالمتحدة السيِّد بشار الجعفري وفي أكثر من مداخلة له على أن هناك مخططات وسيناريوهات تركية أمريكية فرنسية بريطانية لاستخدام الأسلحة الكيماوية ضدَّ المدنيين العزل ومن ثم اتهام الحكومة الشرعية في دمشق بذلك ولكن لا حياة لمن تنادي في ظل إصرار أمريكي غربي على إسقاط الدولة السورية و تقسيمها إلى دويلات متناحرة وعلى أسس مذهبية وطائفية وعرقية. للقصة بقية هذا العدوان الظالم والذي تباينت المواقف والآراء الدولية حوله بين مرحب له كالرئيس التركي رجب طيب اردوغان والذي اعتبره ضروريا للحد من قدرات الرئيس بشار الكيماوية. بالرغم من أنه حليف استراتيجي لكل من طهرانوموسكو وهما من أكثر الدول التي أدانت هذه العدوان وشجبته وبشدة فيما رحبت عواصم دول عربية وغربية به كبرلين و الرياض وقطر وعمان والبحرين... وغيرها واعتبرته ضرورياً من أجل ردع أيّ عدوان مستقبلي يستهدف المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة المناؤئة للنظام في دمشق. بينما أدانت الجزائر العدوان على لسان رئيس الحكومة السيّد أحمد أويحي واعتبرت بأن لا مبرر قانوني له من دون التأكد من المزاعم الغربية بشأن استخدام أسلحة كيماوية ضدَّ الأبرياء وشدد أويحي على أن بلاده تدين أيَّ استخدام للأسلحة الكيماوية وتحت أي ظرف كان بينما أصدرت الخارجية المصرية بيان شجب واستنكار بشأن الحادثة وأعربت عن قلقها من التصعيد العسكري الجاري حالياً في سوريا وحذرت من آثاره السلبية على الشعب السوري قاطبة. ويبدو بأن هذا العدوان الثلاثي الغربى ليس إلا البداية فقط لهجمات غربية جديدة ضد سوريا. حيث أن الأسطول السادس الأمريكي والذي يقع مقره في مدينة نابولي الايطالية في البحر الأبيض المتوسط قد تعزز مؤخراً بحاملة الطائرات الأمريكية يوأس أس هاري تورمان بالإضافة إلى 6 سفن مرافقة على متنها أكثر من 6 آلاف و500 جدني أمريكي وقد أبحرت المدمرة المذكورة من ميناء نورفلك في ولاية فرجينيا الأمريكية حسب ما ذكرته وكالتي الأناضول للأنباء ووكالة فرانس برس الفرنسية الرسمية باتجاه مقر الأسطول السادس الأمريكي. بالإضافة إلى أن باريس قد وضعت سلاح الجو الفرنسي في حالة تأهب قصوى مما يعني أن هناك عملاً عسكرياً كبيراً ضدَّ الدولة السورية بدأ يلوح في الأفق والعدوان الثلاثي الأخير عليها ليس إلاَّ تمهيداً أولياً له فقط. إذ من غير المعقول بأن دولة نووية عظمى بحجم الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي تبلغ ميزانية جهاز المخابرات فيها أكثر من 250 مليار دولار سنوياً تعجز عن إيجاد أدلة دامغة عن استخدام الدولة السورية كما تدعي للأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً بل حتى وزير الدفاع الأمريكي روبرت ماتيس قال: في تصريحات له بأن واشنطن لا تمتلك أدلة دامغة وموقعة عن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا ضدَّ المدنيين في الغوطة الشرقية وإنما هناك مؤشرات في مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى ذلك. وهذا ما يؤشر على مدى التخبط الأمريكي في إيجاد أدلة مقنعة تبرر هجوم واشنطن العسكري اللامشروع على دولة عربية رفضت الانصياع للإملاءات الأمريكية والصهيونية والانزعاج الرسمي الإسرائيلي الواضح من نتائج الضربة العسكرية ضد المنشآت السورية يعكس مدى الفشل الذريع التي منيت به ولكن يبدو أن ترامب لن يتراجع فيما يخص الملف السوري حتى وأن كان هذا الأمر سيدخله في حرب نووية كبرى مع روسيا والتي أكد سفيرها لدى واشنطن أناتالي أنطونوف بأن هذه الضربات العسكرية لن تمر دون عقاب مناسب من موسكو فهل نحن أمام تصعيد عسكري جديد في المنطقة يمهد لحرب إقليمية كبرى قد تتحول مع مرور الوقت إلى حرب عالمية ثالثة يا ترى؟ ندع الإجابة للأيام والأشهر القلية القادمة بالتأكيد.