أساطير كرة القدم الجزائرية (الحلقة السادسة) إعداد: كريم مادي الراحل ميلود هدفي بيكنباور إفريقيا في حلقة عدد اليوم اخترنا لكم نجم آخر من نجوم كرة القدم الجزائرية الراحل ميلود هدفي ابن الباهية وهران وسيدي الهواري الذي سماه الجوهرة السمراء البرازيلي بيلي بكنباور إفريقيا ترى من هو الفقيد هدفي ميلود؟ هذا ما سنتعرف عليه سويا في حلقة هذا العدد. ولد قبل 5 سنوات من اندلاع الثورة التحريرية القزم الذي سخر منه مسيرو الحمراوة ولد ميلود هدفي يوم 12 مارس عام 1949 بحي الحمري العتيق بمدينة وهران الباهية منذ نعومة أضافره عرف ميلود هدفي ميوله لممارسة كرة القدم بدليل انه كان يحمل بداخل محفظتة كرة قدم لمداعبتها بعد خروجه من المدرسة. بعد الذي كان يفعله ميلود هدفي في حي ألحمري الذي كان يقطنه مع فريقه حيه راح يسأل نفسه لماذا لا انتقل إلى مولودية وهران لعلي أصبح في يوم ما لاعبا كبيرا الأمر الذي جعله يحمل حقيبته في يوم حار من أيام شهر سبتمبر من عام 1964 لكن ما أن رآه مسيرو المولودية الوهرانية حتى أطلق البعض منهم قهقهات سخرية هدفي ميلود وببراءة الصبيان سأل أحد الساخرين منه بقوله جئت لألعب كرة القدم ليس لأضيع وقتي فبهت الحاضرون فسمحوا له بالدخول إلى الملعب ما أن أعطوه الكرة حتى شدّ انتباه كل من كان بالملعب يداعبه بثقة كبيرة وبطريقة تسر الناظرين فراحوا يصفقون له وكم كانت دهشتهم كبيرة حينما يداعبها تارة برأسه وتارة بقدميه الصغيرتين لكن دهشتهم الكبيرة كانت حينما قذف الكرة بقوة نحو المرمى لا يقدر على قذفها حتى الذين يفوقه سنا فكان من البديهي أن ينال رضا الجميع رغم فورمولوجيته الضعيفة ومنه كانت بداية الراحل ميلود هدفي مع دنيا كرة القدم إلى أن ودعنا إلى الأبد في السابع عشر من شهر جوان من عام 1994 لكن قبل أن ينتقل ميلود إلى الرفيق الأعلى ماهي أهم محطاته الكروية تابعوا القراءة لتتعرفوا على مسيرة بيكنباور إفريقيا. لعب لأكابر مولودية وهران وهو في سن السابعة عشر صغير يلعب كرة الكبار في ظرف قصير جدا تمكن الراحل ميلود هدفي من شق طريقه بثبات نحو عالم المجد والشهرة فبعد أن فرض مكانته ضمن أشبال الحمراوة تمت ترقيته إلى صنف الأواسط ليلعب لصنف الأكابر وهو في سن السابعة عشر إلى جانب نخبة كبيرة من نجوم مولودية وهران آنذاك يتقدمهم كل من فريحة وشعيب الهواري حيث بات في سن الثامنة عشر اللاعب الذي يرعب المهاجمين بفضل أدائه الرائع فوق الميدان ومع مرور الأعوام بات الراحل ميلود هدفي سدا منيعا لشباك فريقه فإذا غاب هدفي كان الحمراوة يقولون الخوف كل الخوف على فريقنا نظرا لما كان يشكله ميلود في فريقه مولودية وهران الأمر الذي نال رضا المدرب الوطني آنذاك الفرنسي لوسيان لوديك حيث استدعاه عام 1968 وعمره لا يتعدى التاسعة فبات اصغر لاعب يحمل الألوان الوطنية قبل ذلك الوقت فاستدعاه لأول مرة إلى المنتخب ليحقق أغلى أمنية راودته. وهو صغير حمله للألوان الوطنية. بعد تألقه مع مولودية وهران هدفي مع منتخب المغرب العربي وملاقاة بيلي بعد تألقه مع مولودية وهران ومع المنتخب الوطني كان من البديهي أن تتم المناداة له للعب لمنتخب المغرب العربي بمناسبة تدشين ملعب 5 جويلية وهي الدورة التي شارك فيها الجوهرة السمراء بيلي مع فريقه سانتوس البرازيلي حيث وجد هدفي ميلود نفسه يواجه أحسن لاعب عالمي لكل الأوقات ورغم تباين مستوى اللاعبين إلا أن لاعبنا الراحل ميلود هدفي أبلى البلاء الحسن وقدم واحدا من أحسن مبارياته الكروية وظل إلى غاية وفاته يعتبر ملاقاته لبيلي من أحسن ذكرياته الكروية التي بقيت خالدة في ذاكرة ابن الباهية وهران. كيف ينسى الراحل هدفي ميلود لقاء بيلي بملعب 5 جويلية وهو اللاعب الذي قال بشأنه بيلي في حوار خاص نشر له في مجلة فرانس فوتبول الفرنسية ثلاثة أيام من لقاء الجزائرالبرازيلالجزائري ميلود هدفي ذكرني بالألماني بيكنباور شهادة لم يسبق لأي لاعب عربي ولا إفريقي أن نالها من لاعب لازال سيد اللاعبين العالميين إلى حد الآن. بيلي واعترافا لما أبداه لاعبنا الفذ الراحل ميلود هدفي راح يقبله أربع قبلات قائلا له بالإسبانية gracias gracias بمعنى شكرا شكرا لك ياهدفي كنت رائعا اليوم . 1975 سنة خاصة للراحل هدفي واصل ميلود هدفي تألقه مع مولودية وهران حيث ساهم في عام 1975 بتأهل الحمراوة إلى أول نهائي لكاس الجزائر ليلتقي مع مولودية قسنطينة الذي كان يعد في تلك الحقبة من أحسن النوادي الجزائرية حيث كانت تشكيلة الموك ليس الموك تزخر بلاعبين في المستوى يقودهم الثنائي قموح وكركو مما جعل الكثيرون يرشحون أصحاب الزي الأزرق والأبيض للصعود إلى منصة التتويج واستلام ألكاس الغالية من يدي الرئيس الراحل هواري بومدين لكن المولودية الوهرانية فعلتها بقيادة بيكنباور إفريقيا الراحل ميلود هدفي بفوزها بهدفين لصفر وانتزعت أول كأس جزائرية. لم تمض إلا ثلاثة أشهر من تتويج هدفي ومولودية وهران بكاس الجزائر حتى جدد الموعد مع الفرح لكن هذه المرة مع المنتخب الوطني بنيله الميدالية الذهبية الأولى والأخيرة في الألعاب المتوسطية التي احتضنتها بلادنا عام 1975 وضد أي منتخب المنتخب الفرنسي في نهائي وصف بالتاريخي في تاريخ الكرة الجزائرية وهو اللقاء الذي سنحدثكم عنه في وقفة من وقفاتنا التاريخية. 1977 يوم بكى فيه هدفي تعد المباراة التي خاضها منتخبنا الوطني أمام نظيره التونسي برسم تصفيات مونديال الأرجنتين أمام المنتخب التونسي عام 1977 بملعب 5 جويلية من أتعس وأسوأ ذكريات أيام الراحل ميلود هدفي فما أن أعلن الحكم الإيطالي نهاية اللقاء حتى أجهش هدفي بالبكاء متأثرا بالخسارة التي حرمته من التقدم خطوة إلى الأمام من اجل المشاركة في المونديال العالمي الذي جرى عام من بعد في بلد التانغو الأرجنتين وبذلك تبخر حلم هدفي في لعب ولو مرة واحدة نهائيات كأس العالم حيث كان يدرك تمام الإدراك أن بقاءه فوق الملاعب لن يدوم لأربع سنوات أخرى وهو الذي حدث فسنتين من الإقصاء المر أمام التوانسة أعلن بيكنباور إفريقيا اعتزاله اللعب دوليا لتنتهي رحلة هدفي مع المنتخب الوطني التي دامت 11 سنة لعب فيها 80 مقابلة. 1982 الاعتزال فالعودة عام 1993 رئيسا للحمراوة ما أن طلق ميلود هدفي كرة القدم كلاعب في مطلع الثمانينات وهو في عز عطائه حتى اختفى عن الأنظار إلى درجة أن الكثير تناسى أن هناك لاعبا سماه الجوهرة السمراء بيلي ببكنباور إفريقيا فمن عام 1982 إلى 1993 ظل الراحل ميلود هدفي بعيدا عن دائرة الأضواء حيث تنكر لك من صنع أمجاد فريق الحمري مولودية وهران لما قدمه طيلة 14 سنة من حياته الكروية وانتظر إحدى عشر سنة كاملة ليعود لكن عودته لم تدم طويلا بعد أن اختطفه الموت. 17 جوان 1994 وداعا ميلود هدفي لم يعمر الراحل هدفي ميلود طويلا كرئيس لفريق مولودية وهران ففي يوم يوم 17 جوان من عام 1994 غادرنا والى الأبد ميلود هدفي عن عمر يناهز 45 سنة اثر سكتة قلبية يوم فقط بعد فشل فريق مولودية وهران من بلوغ الدور النهائي لكأس الجزائر بملعب 5 جويلية بعد الخسارة فريقه بضربات الجزاء أمام جمعية عين مليلة وكان حينها هدفي ميلود رفقة الطاقم الفني لفريق الحمراوة وهو الإقصاء الذي لم يتقبله بيكنباور إفريقيا حيث يحكي لخضر بلومي الذي كان يلعب آنذاك لفريق مولودية وهران ما أن ركبنا الحافلة المقلة إلى مطار هواري بومدين فضل هدفي التزام الصمت وبقي على هذا الحال حتى أثناء رحلتنا عبر الطائرة وأضاف بلومي في حوار خاص نشر له في صحيفة الشباك شهر بعد رحيل هدفي بقوله انزوى الراحل هدفي في زاوية من زوايا الطائرة واضعا يديه على رأسه وقد حاولنا يضيف يقول بلومي التقليل من صدمة الإقصاء لكن هدفي رفض التفوه ولو بكلمة واحدة . ظل ميلود هدفي على هذا الحال لمدة يومين إلى أن لفظ أنفاسه بعد أن استعصى على الأطباء معرفة سر وعكته الصحية رغم أن سببها كانت إقصاء فريقه مولودية وهران من المرور إلى المباراة النهائية لكأس الجزائر. 18 جوان 1994 هدفي يشيّع إلى مثواه.. في الثامن عشر من عام 1994 في عز المونديال الأمريكي لم تكن مدينة وهران باهية في هذا اليوم حيث ارتدت ثوب الحزن حيث راح الآلاف من مواطني مدينة وهران يحتشدون أمام بيت الراحل هدفي ليلقوا النظرة الأخيرة على جثمانه الطاهرة قبل آن يوارى التراب في يوم لن ينساه عشاق الحمراوة بعد آن شيعوا واحدا من ألمع ما أنجبتهم مدرسة المولودية الوهرانية انه ميلود هدفي. بالرغم من مرور ربع قرن على رحيله هدفي لازال حيا في ذاكرة محبيه هدفي ميلود حتى وان غادرنا إلى الأبد في السابع عشر من شهر جوان من عام 1994 إلا أن بصماته لن تمحى ولن تندثر من ذاكرة كل من عايش بيكنباور إفريقيا كيف لا وانه منذ رحيله افتقرت ملاعبنا إلى نجم من طينة هذا اللاعب الذي يستحق أكثر من وقفة خاصة في الزمن التليد الذي تمر به كرتنا. في الأخير ما عسانا إلا أن ندعو من العلي القدير أن يتغمد الراحل ميلود هدفي برحمته الواسعة وان يسكنه فسيح جنانه العالية إنا لله وإنا إليه راجعون وكل نفس ذائقة الموت. محطات وذكريات من الراحل هدفي ميلود * خاض ميلود هدفي أول مباراة رسمية مع مولودية وهران يوم 12 مارس عام 1966 أمام نصر حسين داي بملعب 19 جوان بوهران زبانة حاليا ودخل بديلا في الدقيقة ال62 من اللقاء الذي انتهى بالتعادل هدف لمثله. * دافع ميلود هدفي عن ألوان المنتخب الوطني ب 80 مقابلة وبذلك يعد من بين اللاعبين القلائل الذي بلغوا هذا العدد الكامل وهو ما يؤكد المستوى الكبير الذي كان يمتاز به * اختار ميلود مركز الليبيرو لأنه يستطيع اللعب في كل المناصب.كان أشبه بالغزال الذي لا يعرف الكلل ولا الملل. * كان يملك هدفي ميلود إمكانيات هائلة .من بينها التحكم الجيد والمدروس للكرة والتمرير الدقيق وسرعته الملفتة للانتباه. * كان حيث كان يشكل بمفرده جدارا منيعا لشباك فريقه لدرجة أن أنصار فريقه كان ينتابهم خوفا شديدا إذا غاب صخرة دفاعه الراحل ميلود هدفي. * وصف هدفي ميلود المنقذ لفريق مولودية وهران في السبعينات ونال معها كأس الجمهورية 1975 ضد مولودية قسنطينة 2-0. * استدعي للفريق الوطني وهو لا يتجاوز 19 سنة في عهد المدرب الفرنسي لوسيان لوديك عام 1968. * استدعي الراحل هدفي مرتين للمنتخب الإفريقي في كأس العالم للقارات في البرازيل والمكسيك 1972 - 1973 علي التوالي. * الراحل هدفي اللاعب الجزائري العربي الوحيد الذي نال هذا الشرف. وكان هو ليبيرو المنتخب الإفريقي في كاس العالم. * لعب ميلود هدفي آخر لقاء له مع المنتخب الوطني عام 1979. عن عمر يناهز الثلاثين وقد شكل قرار اعتزاله ضربة قوية للمنتخب الوطني آنذاك. * نال ميلود هدفي كاس الجمهورية مرة واحدة مع مولودية وهران عام 1975 أمام مولودية قسنطينة. * اعتزل هدفي ميلود رسميا ملاعب الكرة في عام 1982عن عمر يناهز ال33 سنة. * رحل عنا ميلود هدفي في صمت في أمسية يوم 17 جوان 1994.
