من النبي إلى الصحابة تيسير الزواج في الإسلام يقول الله تعالى في سورة الروم (أية: 21): {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً _ إِنَّ فِي ذَ_لِكَ لَآيَات لِّقَوْم يَتَفَكَّرُونَ}. فالزواج هذا الرباط المقدس الذي جعله الله تعالى سكنا للزوجين قائم أساسا على التراحم والمودة والحب وقد حث نبي الله _ عليه الصلاة والسلام _ على الزواج ونصح به وأكد على ذلك في الكثير من أحاديثه الشريفة: فعن أبي حاتم المزني عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ قال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد قالوا يا رسول الله وإن كان فيه قال إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات) _ صحيح الترمذي. وعن أنس بن مالك _ رضي الله عنه _ عن النبي - صلى الله عليه -: (إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الباقي) _ صحيح الجامع. وعن أم المؤمنين السيدة عائشة _ رضي الله عنها _ عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ قال: (النكاح سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني وتزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ومن كان ذا طول فلينكح ومن لم يجد فعليه بالصيام فإن الصوم له وجاء) _ صحيح الجامع. - خاتما من حديد.. أو شيئا من القرآن ! وقد ضرب رسول الله _ صلوات الله عليه _ خير نموذج يروي سهل بن سعد الساعدي _ رضي الله عنه _ : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إني وهبت منك نفسي فقامت طويلا فقال رجل: زوجنيها إن لم تكن لك بها حاجة قال: هل عندك من شيء تصدقها؟ قال: ما عندي إلا إزاري فقال: إن أعطيتها إياه جلست لا إزار لك فالتمس شيئا فقال ما أجد شيئا فقال: التمس ولو خاتما من حديد فلم يجد فقال: أمعك من القرآن شيء؟ قال: نعم سورة كذا لسور سماها فقال: زوجناكها بما معك من القرآن) - صحيح البخاري. - 480 درهما ! حتى إن رسول الله _ عليه الصلاة والسلا م _ ضرب أروع نموذج على ذلك عند زواج ابنته السيدة فاطمة الزهراء _ رضي الله عنها _ المحببة إلى قلبه لم يطلب الكثير فقد كان مهر السيدة فاطمة الزهراء _ رضي الله عنها _ ابنة أفضل خلق الله سيدنا محمد _ صلى الله عليه وسلم _ عندما تزوجت من سيدنا علي بن أبي طالب _ رضي الله عنه - 480 درهما ثمن درع سيدنا علي كان قد أهداه إليه رسول الله _ صلوات الله عليه - يوم بدر فقد باعه ليمهرها واشتراه منه سيدنا عثمان بن عفان _ رضي الله عنه _ بهذا الثمن. فهو مهر بسيط ويسير وقليل حيث ابتاع بنصف المهر روائح وعطورا للسيدة فاطمة وابتاعت بعض الحاجات بالنصف الآخر وكان جهازها خميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورحاءين وسقاء وجرتين وفقا لما جاء في كتاب (قصة حب) للداعية مصطفى حسني و(مؤمنات خالدات) لخنساء حسن النعيم. وفي يوم زواجهما قدم النبي لأصحابه طبقا مليئا بالتمر لأصحابه وضيوفه الكرام وفي ليلة البناء كان سيدنا علي _ رضي الله عنه _ قد وفق إلى استجئار منزل خاص يستقبل فيه عروسه الزهراء _ رضي الله عنها _ بعد تجهيزها وما كان حشو فراشهما ووسائدهما إلا الليف وفقا لما جاء في (مؤمنات خالدات) _ المصدر السابق ذكره.