تربوياً ونفسياً تتطور العلاقة بين الآباء وأبنائهم تبعاً لمراحل نموهم بهدف تكوين صداقة بينهم والتي تعد من الأمور الإيجابية التي يسعى إليها كل الآباء نظراً لحاجة الابن للمصاحبة والفهم والاستيعاب وفي المقابل نجد الترحيب من جانب الآباء. عن الخطوط التي ترسم هذه الصداقة. نحو صداقة حقيقية بالمراهق دور الآباء في البداية أن يمدوا أبناءهم بالحب والاهتمام والرعاية ومعهم يكتشفون الدنيا وعند مرحلة المراهقة يتطور الأمر وبالتدريج يأتي الفهم والاستيعاب والحوار والتواصل من جانب الآباء لكل ما يخص الأبناء من رغبات في الاستقلال وإثبات الذات لتتحقق الصداقة. الصداقة الإيجابية تأتي بالاستماع إلى الأبناء ومحاولة تفهم وحل مشاكلهم بعيداً عن أسلوب العنف والتجريح وهذه المصاحبة توضح للأهل قدرات الأبناء الحقيقية ودرجة نضجهم الفعلي والنفسي كما أن الصداقة الحقة تحمي المراهق بعامة من الأمراض النفسية والمشكلات الانحرافية وتعدّهم لمستقبل متوازن أخلاقياً وسلوكياً. على الآباء أن يعلموا أن الصداقة لا تأتي بين يوم وليلة تبدأ جذورها منذ طفولة الأبناء بالمحاولة المتكررة للاستحواذ عليهم. الصداقة بالحزم واللين معا وبتكوين نظام مستقل للبيت يمنح الأبناء الثقة في النفس وتتم أيضاً بمشاركة الآباء لأبنائهم في ألعابهم وأفراحهم. بالحزم في المعاملة مرة واللين مرة أخرى بلفت نظر الابن للاستفادة من أخطائه مع توفر القدوة الحسنة للآباء أمام الأبناء وحتى تصبح الصداقة صمام الأمان للأبناء وألا يفقد الآباء صلتهم بأبنائهم عند مرحلة الشباب يجب الابتعاد عن التربية القاسية التي تؤدي إلى الكراهية. لا..للإسراف في التدليل إضافة إلى أن الإسراف في التدليل وتلبية كل احتياجات تجعل الابن شاباً رخواً يضيق بأهون المشاكل ولا يطيق مواجهة الصعاب. مع عدم تذبذب الآباء في أسلوب التربية فلا يمدحون الشيء اليوم ويعاقبونه عليه غداً مما يجعل الشاب متردداً غير واثق في نفسه ووالديه. كما أن خلافات الأزواج التي تحدث أمام الابن تعطيه الإحساس بالقلق وانعدام الأمن ورفض أسلوب الأسرة والحياة الزوجية فيشب شخصية قلقة ومنطوية. التحذير من صداقة المراهق الابتزاز العاطفي يُشعر الابن بعدم الأمان.. هناك دراسات اجتماعية حديثة أكدت أن فكرة الصداقة بين الآباء والأبناء لم تعد مطروحة كما كانت منذ أكثر من 30 عاماً نسبة إلى التغيرات الاقتصادية السلبية التي حدثت بالمجتمع خلال هذه الفترة مثل غياب الأب -أو الأم- لساعات طويلة خارج البيت أو لسفر الوالد للعمل بالخارج مما يضع الأبناء أمام صحبة آبائهم لساعات قليلة يومياً أو لمدة شهر كل عام. على الآباء ألا يستغلوا أبناءهم عندما يحكون لهم عن مشاكلهم وإخفاقاتهم ونقاط ضعفهم والتي لا يستطيعون البوح بها لأحد. هذا الابتزاز العاطفي يشعر الابن بعدم الأمان ويرمي على الآباء مسؤولية كبيرة تُضاف إلى مشاكله فيحس بالعجز وعدم القدرة على تقديم العون. عدم التدخل في تفاصيل حياة الأبناء الصداقة حوار وتواصل ومشاركة بمعنى أن تسمح الأم لابنها أو لابنتها بالتعبير عن نفسها واهتماماتها مشاكلها طموحاتها وليس العكس وهذا الحكي يدعم النفسية ويقوي الثقة ويعطي للشاب الإحساس بوجود السند بجانبه. ونقول: أنصتوا أيها الآباء إلى أبنائكم أكثر مما تتكلمون أعطوا أبناءكم مساحة من حرية الرأي وادفعوهم لخوض التجارب والوقوع في الخطأ للتعلم. على الآباء عدم التدخل في تفاصيل حياة أبنائهم الشباب احترام أسلوبهم في الحياة التعامل بحرص وصبر مع غضبهم والمعوقات التي تواجههم.