مع بداية عرض فيلم هليوبوليس بقاعات السينما عبر ولايات الوطن بمرافقة مخرج العمل وعدد من الفنانين المشاركين بالفيلم في إطار الجولة الفنية التي برمجها جعفر قاسم توجه عشاق السينما من سطيف إلى مدن مجاورة لمشاهدة العمل في ظل غياب تام للنشاط السينمائي بالمدينة التي كان آخر عرض بقاعات السينما فيها قبل عقود من الزمن قبل أن تغلق أبوابها وتختفي طوابير اقتناء التذاكر من أزقة سطيف للأبد. لا يليق بسطيف العالي هذا الركود والتصحر الثقافي والفني ومن المخجل جدًا أن تخلو مدينة بهذا الحجم من قاعات السينما لطالما تأسف السطايفية الذين عايشوا فترة إشعاع دور السينما وتحسروا على غيابها اليوم أو الإهمال الذي طال بها هذه الدور التي كان يجب أن تبقى كشاهد ثقافي وفني على الحقبة الذهبية التي تألقت فيها مدينة كحلة وبيضاء. القاعات السينمائية في سطيف وأشهرها ABC وSTAR وسينما كوليزي وفارياتي ساهمت في تشكيل الوعي الفني والثقافي لأجيال عديدة كما ساهمت في تكوين عدد من المسرحيين والسينمائيين والمثقفين من أبناء المدينة فيما يحج جيل اليوم من المهتمين والناشطين للعاصمة ولولايات أخرى بغية مشاهد آخر الانتاجات السينمائية في بلد يطمح لتأسيس صناعة سينماتوغرافية ولا تملك واحدة من أكبر المدن قاعة سينما واحدة! السينما حياة وسطيف تريد أن تعيش نريدها أن تحيا بالفن والثقافة يكفي المدينة هذا التصحر الثقافي والشح الذي يعرفه مسلسل التنمية الثقافية والفنية حان الأوان أن تستعيد المدينة قاعاتها أو على الأقل قاعتها حتى يتسنى للسطايفية مواكبة المسيرة السينمائية الوطنية.. هذا إن وجدت!