ترك نصرة المؤمن لأخيه باب شر عظيم عربٌ.. ولكنهم إلى الاحتلال أقرب! أبو إسماعيل خليفة في ظل الحصار المُطبق الذي يطال كل مناحي الحياة على القطاع تهزنا بعنف تقارير صادرة عن جهات إسرائيلية تكشف القناع عن خمس دول عربية تدعم الاحتلال بكل ما يحتاجه من مقومات الحياة لتبقى واقفة على قدميه بل وتسخّر موانئها لعبور ونقل العتاد العسكري إلى جيش الاحتلال الصهيوني من أجل مواصلة جرائم ذبح الأطفال والنساء والشيوخ.. عرب ولكنهم إلى الاحتلال أقرب إنها مأساة لم يشهد التاريخ البعيد أو القريب مثلها وإن الشعوب الحرة لن تنسى كما أن التاريخ ستكون له الكلمة الأقسى.. ورحم الله المفكر علي عزت بيغوفيتش حين قال: لا توجد خسارة لا يكون الشعب الخاسر مسؤولا عنها ولا يوجد في مزبلة التاريخ أبرياء لأنك عند ما تكون ضعيفا فهذه خطيئة من وجهة نظر التاريخ وأن تكون ضعيفا في التاريخ هو عمل لا أخلاقي .. وللأسف.. غُلَّت أيدي الشعوب الإسلامية عن نصرة قضاياها وقعد المسلمون عن نجدة إخوانهم المنكوبين في غزة بسبب سياسات حكوماتهم الخاطئة ولا سيما من تُسمى دول الطوق التي كانت أهم أدوات الحصار والتجويع. إلى درجة وجدنا الشاعر فايز أبو جيش يتبرأ من العرب والعروبة في قصيدة من يشتري الأعراب مني قصيدة يرسم لنا فيها بريشة الألوان المتداخلة والأضواء المتعاكسة حقيقة وتداعيات المشهد السياسي الكئيب الذي تمر به الأمة حيث تجري السياسة على نسق خارج المألوف وتتحول المقدسات إلى مستباحات.. وفيها نقرأ: من يشتري الأعراب مني والعروبةَ والعربْ بمخاط طفل قد بكى قهراً على أمّ وأبْ مسكينةٌ يا طفلةً صاحتْ وقالت يا عربْ أشلاؤها قد بعثرتْ من حضرموت إلى النقبْ وتقول لي أين العربْ نعم.. لأن ترك نصرة المؤمن لأخيه المؤمن باب شر عظيم. أخرج البيهقي والطبراني بإسناد حسن عن جابر وأبي أيوب الأنصاري قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من امرئ يخذل مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته. وما من امرئ ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته .. فاللهم إنا نسألك بذلِّ عبوديتنا لك وبعظيم افتقارنا لك أن تنتصر لعبادك المؤمنين المستضعفين في غزة اللهم لا تَكلهم إلينا فنضعف عنهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم اللهم كلْهم إلى رحمتك التي وسعت كل شيء إنك أنت أرحم الراحمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..