في عشر ذي الحجة.. عدم الأخذ من الشعر أو الأظافر ليس حُكماً عاماً الشيخ أبو إسماعيل خليفة أيها المباركون إنّكم في غدكم القريب داخلون في أيام جلية فاضلة مُعظَّمة هي أعظم أيّام السّنة إنّها العشر الأُوَل من شهر ذي الحجّة أحد الأشهر الأربعة الحرم وقد نوَّه الله جلَّ وعلا في كتابه العزيز بشأنها وعظّمها وأنّها أيَّام ذِكر لَه سبحانه فقال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّام مَعْلُومَات }.. فتذكروا أن من السنة في حق من أراد ان يضحي أن يُمسِكَ عن الأخْذِ مِن شعْرِه وظُفْرِه وبَشَرَتِه منذ دخولِ العشْرِ إلى أنْ يذبحَ أُضحيتَه.. فعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ رواه مسلم. وفي رواية: فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا . والبشرة: ظاهر الجلد للإنسان. في هذا الحديث النبوي الشريف بيانٌ أنه إذا أهلّ هلال ذي الحجة ويريد المسلم أن يضحّي فإنّه يشرع في حقه أن لا يأخذ من شعره ولا من أظافره ولا بَشرته شيئاً حتى يضحّي.. ولقد ذهب كثير من العلماء على أن الأمر بالإمساك عن الشعر والأظافر في هذا الحديث محمول على الندب والاستحباب لا على الحتم والإيجاب بمعنى أن من أراد أن يضحي فإنّه يُكره له الأخذ من شعره وأظفاره وكذا من سائر جسده فإنّ فعل لا يكون آثمًا إنما هو تارك للفضيلة فحسب. وقال أهل العلم الحكمة في ذلك هو التشبّه بالحاجّ المحرِم وهذا الحكم هو للمضحّي وحده دون باقي أهله ودون من وكَّله بذبح الأضحية فلا يحرم شيء من ذلك على زوجته وأولاده ذكورهم وإناثهم كبيرهم وصغيرهم.. فعدم الأخذ من الأظافر أو البشرة في عشر ذي الحجة ليس حكما عاما.. فلننتبه.. ولا نضيق واسعا. ويبين هذا حديث مسلم والنسائي رحمهما الله بوضوح قال صلى الله عليه وسلم: من كان له ذِبح يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذ من شعره وأظفاره حتى يضحي . فهذا الحديث دالٌّ على المنع من أخذ الشعر والأظفار بعد دخول عشر ذي الحجة لمن كان له ذِبح رجلا كان أو امرأة وأراد أن يضحي أما غيره زوجته أو أولاده فلا مانع من أن يأخذ أحدهم من شعره أو بشرته أو أظفاره بناء على الأصل وهو الجواز ولا نعلم دليلاً يدل على خلاف الأصل. هذا.. والله نسأل أن يجعل مواسم الخيرات لنا مربحا ومغنما وأوقات البركات والنفحات لنا إلى رحمته طريقا وسلما وأن يهل علينا ذي الحجة بالخيرات والبركات وأن يجعل لنا في هذه الأيام خيراً ومغفرة ورزقاً وعافية وكفارة وعتقاً من النار بمنه وفضله.. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..