أسطول_الصمود صرخة في وجه التخاذل.. اختاروا قبل ألا تختاروا.. استكملوا كل الأسباب التي تؤدي إلى نجاح الأسطول ووصوله بأمان لكسر الحصار وتوصيل المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة ولكن حدث ما لا تشتهيه الأنفس حيث أضاف الاحتلال قصة أخرى إلى تاريخه الأسود إذ قامت قواته البحرية بقرصنته في المياه الدولية وأمرته بالتوجه إلى ميناء أسدود. (فك الله أسرهم وأثابهم خيرا). إن أسطول الصمود ما هو إلا صرخة في وجه التخاذل صرخة إنسانية تحمل على أمواج البحر معاناة غزة وتحاول أن تفتح نافذة حرية في جدار الحصار.. حصار نحو مليوني مواطن في غزة في إغلاق بري وبحري وجوي.. في حصار يمثل عقوبة جماعية وجريمة ضد الإنسانية.. وإن صمت الأنظمة العربية الذي يوشك أن يكون تواطؤاً أو على الأقل انسحاباً من واجب الأخوة الإسلامية ألم يقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته (متفق عليه). رحم الله الشيخ العز بن عبد السلام حينما صعد على منبر الجامع الكبير بدمشق ليحث الناس على قتال الفرنجة وعصيان الصالح إسماعيل حاكم دمشق لأنه اتَّفق مع الفرنجة على غزو مصر فبقيتْ سيرتُه بيننا نذكرها وندعو له.. وللأسف.. هناك غيره الآلاف يُذكَرون أمامنا فندعو عليهم أو نلعنهم فاختاروا لأنفسكم قبل أن لا تختاروا. قال الشارف الغرياني لعمر المختار: إيطاليا تملك الطائرات وأنت لا تملكها. فقال عمر المختار: أهي تحلق فوق العرش أم تحته؟. فرد الشارف الغرياني: إنها تحلق تحته. فقال عمر المختار الشيخ الثائر الثمانيني: ما دام من فوق العرش معنا فلن يُخيفنا ما تحته!. فرد الشارف الغرياني:- ولكنك خاسر لا محالة والنصر من نصيب الطليان. فقال له عمر المختار: حربنا مع الإيطاليين لا خسارة فيها إن قتلناهم انتصرنا وإن قتلونا نلنا الشهادة فما الحياة إلا وقفة عز. وفي النهاية مات الإثنان وهزمت إيطاليا ورحلت.. ولكن التاريخ خلّد عمر المختار كبطل والشارف الغرياني خائناً تُطارده لعنات الليبيين إلى يوم الدين وكذلك الخونة في كل عصر ومصر فمهما تجملوا وتعطروا واستخفوا فهم معروفون لأن الخيانة لها رائحة نتنة لا تخفى.. وكذلك ف التاريخ _ كما قال فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر_ لا يرحم كل مَن تخاذلوا في الدفاع عن الفلسطينيين الأبرياء وكلَّ مَن دعم استمرار هذا الإرهاب الصهيوني . وما المرءُ إلاَّ حيثُ يَجعَلُ نفسَه * ففي صالحِ الأعمال نفسَك فاجعل اللهم إنا نسألك أن تعزنا بطاعتك وأحيينا رجالا وأمتنا على ذلك. وارزقنا العزة بك واغننا بك عمن سواك ولا تحوجنا ولا إخوتنا في غزة لأحد من خلقك ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أو أقل من ذلك.. نستغفرك ونتوب إليك..