بعد الذعر والهلع التي تركته الثلوج الأخيرة في قلوب الكثيرين يمسك الكل قلوبهم تبعا لتخوفهم من الفواتير الباهظة التي ستفرض عليهم من مصالح الكهرباء والغاز دون شك في هذه المرة، بالنظر إلى الاستعمال المتواصل والمتكرر دون انقطاع لمختلف أجهزة التسخين والتدفئة سواء الكهربائية أو الغازية بفعل الظروف التي فرضتها موجة الصقيع الأخيرة والتي تطلبت استهلاكا فاق كل المستويات حسب ما أعلنته مصالح سونلغاز، بحيث لم تعرف ولا شتاء المستوى القياسي الذي بلغته الأسر في استهلاكها للكهرباء في الآونة الأخيرة وهي معدلات استهلاك غير مسبوقة· وفي ظل الاستهلاك الواسع الذي فرضته الظروف الجوية يتخوف الكثير من أرباب الأسر من الفواتير التي ستطل عليهم في هذه المرة والتي ستكون ضعف ما عرفته فواتير المرات السابقة بالنظر إلى الاستهلاك الواسع للغاز والكهرباء اللذان تجمع تكلفتهما في فاتورة واحدة حسب ما جرت عليه العادة· في هذا الصدد تقربنا من بعض العائلات على مستوى بعض نواحي العاصمة للوقوف على مدى استهلاكها للطاقة الكهربائية وكذا الغاز مع موجة الصقيع والبرد فتبين أن الاستهلاك هو جد واسع لاسيما للمعتمدين على السخانات الكهربائية في ظل عدم توفر الغاز الطبيعي، فيما راحت بعض العائلات إلى الاعتماد على بعض الأفران التقليدية و المستعملة في التسخين والتي تعتمد على غاز البوتان للتخفيف من استعمال الكهرباء وبالتالي تفادي الفواتير الملتهبة التي تهدد العائلات في هذه الفترة وتترصدها من وقت لآخر· تحدثنا إلى عائلة بدوي من بئر خادم فأخبرنا الأب أن استهلاكه للغاز والكهرباء فاق كل التصورات، فجهاز التدفئة المعتمد على الغاز الطبيعي يشغّل ليل نهار، ناهيك عن جهاز تسخين الحمام بالنظر إلى البرد الشديد وعدم تحمله من طرف أفراد العائلة إلا أنه يحثهم دوما على ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية كونها نعمة لا نحس بها إلا عند توقف التيار الكهربائي الذي يدخل كامل البيت في ظلام دامس لولا الاستنجاد بالشموع التي مهما فكت الأزمة ليست مثل ضوء الكهرباء، وقال إنه ينتظر الفواتير المتعلقة بهذه الفترة والتي حتما ستكون مضاهية لما خلفته الأمطار الغازية والعواصف الثلجية في النفوس بسبب الاستهلاك الواسع للكهرباء والغاز في هذه الفترة· نفس ما راحت إليه عائلة ناصري من بئر توتة، بحيث حدثتنا الأم أنها تمسك قلبها بالنظر إلى الاستعمال اللاعقلاني للكهرباء على مستوى بيتها إلى جانب استعمال الغاز الذي يتطلبه تشغيل جهاز التدفئة المعتمد على الغاز الطبيعي فهو الآخر يعمل ليل نهار بالنظر إلى البرودة الشديدة التي تميز المنطقة، وقالت إن الفواتير هي مرتفعة في السابق إلا أنها تتخوف من مضاعفة المبلغ المفروض في هذه المرة والذي سيفوق المرات السابقة دون شك· وقد دعت مصالح سونلغاز إلى ضرورة ترشيد تلك المادة الطاقوية خاصة وأن الاستهلاك المضاعف يكلف مقاطعات المبيت في الظلام لساعات لضمان التوازن ولو قليلا، والتقليل من استهلاك الكهرباء في أوقات الذروة من الساعة السادسة إلى الثامنة مساء وهي الفترة التي تسجل فيها أكبر معدلات الاستهلاك ومن ثمة يستفيد الكل من نعمة الكهرباء، كما تكون الفواتير المتساقطة على العائلات أقل ثمنا، فتبذير الكهرباء لا يعود بالفائدة من مختلف الجوانب ويتعسر الأمر أكثر إذا لحق بجيوب المواطنين·