بعدما كانت بعض الفتيات المتبرجات هن المعروفات بولوجهن عالم التدخين، وبشكل علني، أصبحنا اليوم نرى المحجبات يدخن في الأماكن العامة وقاعات الشاي السيجارة والرنقيلا، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر، لأن الفرق بين المتحجبة والمتبرجة يكمن في الأفكار والإيمان والأخلاق، فالتحجب يفترض أن يأتي بعد إيمان عميق راسخ وقوي، لكن ما يحدث الآن وكل ماذكرناه يعتبر أحد تناقضات العصر. عندما يكون الحل في أيدي الغافلين ينقلب الواقع، لأنه يصدر عن هوى ويشبع ميولا، فهذا واقع يدعو للحسرة تعيشه بعض الفتيات المتحجبات اللواتي دخلن عالم السيجارة، قمنا بجولة في العاصمة حيث دخلنا إلى مختلف قاعات الشاي أين وجدنا فتيات ملتزمات باللباس الشرعي يدخن فاقتربنا من بعضهن وحاولنا الاستفسار عن سبب السترة والسيجارة، كانت البداية صعبة لكن بعد أخذ ورد معهن قالت (م. ي) البالغة من العمر 22 سنة طالبة في الجامعةالمركزية بوسط العاصمة: (دخلت عالم التدخين دون أن أكون على دراية ، حيث تعرفت على شاب وصار صديقا لي، كان رجلا ذو مال وجاه كنت أرافقه في نزهات مختلفة فأدخلني عالم التدخين دون أن أعي، ومرت الأيام إلا أن صرت مدمنة على تعاطيه، ورغم أني ندمت على اقتحام هذا العالم لكن ما باليد حيلة، عملت المستحيل للاستغناء عنه لكن أشعر أن ذاتي بحاجة لشيء يجب تناوله للأسف..) ومن جهة أخرى قالت رفيقتها (س): (إنني متحجبة لكن هذا لايمنعني أن أتصرف كما تمليه علي قريحتي، فالحجاب وضعته احتراما لوالدي الذي أرغمني على ارتدائه وفقط، فعالم السيجارة تعلمته بإرادة مني ولست تابعة لأحد، كما أني لست نادمة على الإقدام على هذا التصرف إطلاقا). في بعض الحالات التي واجهتنا في بحثنا عن أسباب تفشي هذه الظاهرة، وجدنا أن الظروف الاجتماعية والمشاكل هي السبب الرئيسي وراء اتخاذ هذه الظاهرة لأبعاد خطيرة بين الفتيات المتحجبات، فهذه فتاة متدينة ومحافظة، بعد صراعات وتفاقم المشاكل التي واجهتها مع عائلتها أصبحت تحاول الانشغال بأي شيء كان للهروب من الواقع القاسي الذي تعيشه فتعرفت على مجموعة من الأصدقاء أخبروها بأن التدخين ينسي الهموم ويخرج من المعاناة فجربته ومنها دخلت مرحلة السيجارة وأصبحت مدمنة عليه رغم انتهاء المشاكل التي عكرت صفو حياتها، فهناك فتيات كثيرات سرن على هذا الدرب دون أن تكن واعيات بما فعلنا أو حتى التفكير في المساوئ التي قد تحدث، فقد عرف اللباس الشرعي في يومنا هذا تغيرا كبيرا أدى إلى فقدان أهميته ودوره الأساسي في المجتمع.