أكدت إيران أمس، أن عدوان الكيان الصهيوني على أراضيها يتعارض مع ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي، مطالبة المجتمع الدولي بمحاسبة وإدانة المعتدي بشكل "صريح وواضح". جاء ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الذي شدد على أنه "يقع على عاتق مجلس الأمن الدولي وأمينه العام، بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، واجب محدد بمنع أعمال العدوان والتهديد والإخلال بالسلم، حيث تنطبق هذه الواجبات الثلاثة جميعها على العدوان المرتكب على أهداف في إيران". وذكر بقائي أنه في الأيام القليلة الماضية، تم توجيه رسالة إلى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث قال إنه "من الطبيعي أن مسؤولية المدير العام والمؤسسة التابعة له تتمثل في الرد بجدية وإدانة هذا الإجراء واضحة تماما"، موضحا أنه "وفقا لجميع اللوائح الدولية، بما في ذلك القرار 533 لمجلس المحافظين، فإن أي تهديد ناهيك عن الهجوم الفعلي على المنشآت النووية السلمية لأي دولة يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين".ورأى إسماعيل بقائي ضرورة توحيد المجتمع الدولي ضد الإجراءات العدوانية للكيان الصهيوني مع ضرورة محاسبة هذا الأخير وإدانته بشكل "صريح وواضح"، معتبرا أن "أي دولة مهتمة حقا وبصدق بالسلام والأمن الدوليين وتعتبر نفسها عضوا مسؤولا وملتزما بميثاق الأممالمتحدة، لن يكون أمامها خيار سوى إدانة هذا العمل بكل صراحة وبشكل لا لبس فيه". وختم بالتشديد على أن لإيران و"استنادا إلى القانون الدولي ووفقا للمادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة لها الحق في الدفاع عن أمنها القومي وسيادتها الوطنية وسلامة أراضيها وعن مواطنيها، الذين استشهدوا ظلما وبغير وجه حق خلال هذه الهجمات الإرهابية العدوانية"، مشددا على أن بلاده "ستتصرف بشكل حازم وحاسم في هذا الصدد". ومع استمرار المواجهة العسكرية المفتوحة بين إيران والكيان الصهيوني لليوم الخامس على التوالي، تتوالي صور الدمار والخراب والمباني المنهارة في عمق هذا الكيان وسقوط مزيد من القتلى والجرحى والعالقين تحت الأنقاض في مشاهد كانت في وقت قريب محصورة فقط على قطاع غزة ولكن اليوم تتغير الأدوار، ليتجرع هذا الكيان من نفس كأس التدمير والقصف الذي اذاقه ولا يزال على مدار 20 شهرا الأخيرة لسكان غزة. فبعد ليلة عنيفة أخرى بلغت فيها الصواريخ الايرانية العمق الاستراتيجي للكيان الصهيوني، يستمر الوعيد والتهديد من كلا الطرفين بشن مزيد من الضربات الجوية المدمرة في مؤشر لا يوحي بقرب احتواء هذه الحرب التي افتعلتها إسرائيل وتريد جر أطراف أخرى في مقدمتها الولاياتالمتحدة، بعدما اصطدمت بقوة الرد الإيراني على عدوانها الجائر على الاراضي الإيرانية. ونفذ الجانب الايراني سلسلة هجمات مسيرة مكثفة ضد أهداف إسرائيلية خلال ال24 ساعة الماضية مع تحذير من تصاعدها في الساعات المقبلة، حيث توعد قائد القوات البرية للجيش الإيراني، اللواء كيومرث حيدري، بتصعيد الهجوم على إسرائيل في الساعات المقبلة. وقال إنه "جرى إطلاق مئات الطائرات المسيرة من نوع "آرش" بعيدة المدى باتجاه الأراضي المحتلة، بما في ذلك مدن تل أبيب وحيفا"، لافتا إلى أن هذه "المسيرات تميزت بقدرة تدمير دقيق وقوة تفجيرية عالية، حيث استهدفت مواقع استراتيجية وأسلحة تابعة للكيان الصهيوني". وبينما أكد أن الهجمات أسفرت عن تدمير أهداف حيوية في المناطق المستهدفة حذر قائد القوات البرية من أن "موجة جديدة من الضربات القوية" قد بدأت باستخدام أسلحة متطورة"، متوقعا تصاعدا ملحوظا في حدة الهجمات خلال الساعات القادمة في إشارة إلى استمرار الحملة العسكرية.من جانبه، أعلن الحرس الثوري الإيراني أمس استهداف المركز الاستخباراتي العسكري التابع للجيش الإسرائيلي المعروف باسم "أمان" بالإضافة إلى مركز تابع لجهاز الاستخبارات الخارجي "الموساد" في قلب الكيان الصهيوني. وتزامن ذلك مع اعلان وكالة "تسنيم" عن مقتل عدد كبير من ضباط الاستخبارات العسكرية في الهجوم الصاروخي للحرس الثوري صباح امس على إسرائيل.وتأتي هذه العمليات الهجومية ردا على الاعتداءات الممنهجة التي تواصل اسرائيل شنها على البنى التحتية الايرانية ولا تستثني حتى المدنية منها، حيث قصفت اول امس مبنى التلفزيون الايراني في هجوم وصفه وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بانه "قمة الجبن"، لافتا إلى أن الأمر يكشف أن الصهاينة "يعانون من العجز". من جهته، أكد الجيش الإيراني، أمس، أن الهجوم الذي شنه الكيان الصهيوني على هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، لت يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي فحسب، بل هو إعلان حرب على التدفق الصحيح للمعلومات والتوضيح والتنوير.