يجد البعض في شهر رمضان الفرصة التي تعود عليهم بعائدات لاسيما بالنسبة للشبان الذين يعانون من البطالة خلال شهور السنة، ويذهبون إلى احتراف أنواع من التجارة على حساب صحة الزبون، ما تجسده الطاولات التي انتشرت عبر الشوارع والأزقة، وراحت إلى عرض شتى أنواع المواد الغذائية التي يحتاجها الزبون خلال الشهر الكريم وهي سلوكات خاطئة في عرض السلع لم يسلم منها حتى شهر رمضان، ومن شأنها تهديد صحة المستهلكين خصوصا مع اقتران شهر رمضان بفصل الصيف وسرعة تأثر تلك المواد بأشعة الشمس المحرقة. ب. وسيلة حتى أن الكل تيقن من انعدام صلاحية تلك المواد التي تغيب عنها شروط ومقاييس العرض وفروا منها، والغريب في الأمر أن معظم تلك المواد هي سريعة التلف وتستوجب شروطا لعرضها، نجد منها بعض المخللات وحتى الأجبان ومقبلات السهرة التي اعتاد المواطن الجزائري على اقتنائها على غرار الزلابية والبريوش وقلب اللوز والشربات، بحيث اصطفت تلك المواد بطاولات تحت الغبار وتحت أشعة الشمس في مختلف النواحي كباب الوادي ساحة الشهداء بومعطي ....مما يجردها من صلاحية الاستهلاك واحتمال تأثيرها على الصحة العامة، إلا أن هدف البعض صار تحقيق الربح على حساب صحة الزبون. اقتربنا من البعض لرصد آرائهم حول الظاهرة التي غزت معظم الشوارع مع بداية الشهر الكريم، بما لا يتوافق مع الطقس الحار الغالب على هذه الأيام، فكانت آراء الكل رافضة لتلك السلوكات الخاطئة في ترويج السلع على الزبائن، منهم إحدى السيدات التي رأت أنه من الخطأ التلاعب بصحة المستهلكين عن طريق عرض مواد حساسة وسريعة التلف عبر الأرصفة والطرقات في ظروف غير لائقة وتحت أشعة الشمس المحرقة التي تساهم بشكل كبير في تلف تلك المواد مما يهدد الصحة العامة، وأضافت أنها لم تفكر في مرة الاقتراب من تلك الطاولات قصد الشراء وتفضل جلب السلع من المحلات النظامية الأقرب إلى الثقة بدل المراهنة بالصحة عبر تلك الطاولات الفوضوية. أما مواطن آخر فقال إن إقبال البعض على تلك المواد شجع هؤلاء الباعة الفوضويين على مواصلة اللعبة المهددة للصحة العامة، وقال إنه على معرفة بأناس يولون الأهمية إلى اختصار الوقت والجهد ويفضلون اقتناء بعض المواد الرمضانية من أحيائهم عبر تلك الطاولات بدل إضافة بضعة خطوات واقتناء مواد صحية من متاجر نظامية تضمن صحة الزبون، ويعللون ذلك بالاكتظاظ والتدافع ويجبرون أنفسهم على اقتناء تلك السموم من الطاولات ويرهنون صحتهم لأسباب تافهة. وكان لأصحاب المحلات النظامية رأي في الموضوع إذ بين معظم التجار حيرتهم من الظاهرة بإقبال الصائمين على مواد غير صحية في الوقت الذي يوفر التجار النظاميون معظم المواد التي يحتاجها المواطنون في ظروف جيدة سواء تعلق الأمر ببعض المواد الغذائية أو حتى المقبلات الرمضانية التي تختص فيها محال الحلويات الشرقية على غرار محلات الزلابية ما وضحه تاجر في النشاط ذاته، إذ قال إنه ومع بداية رمضان يهب الشبان إلى عرض مختلف المقبلات الرمضانية في ظروف مهددة لصحة الزبائن، بحيث يكونون اليد الثانية في ترويج تلك المواد. وأضاف أنه شخصيا يرفض تلك السلوكات التي تؤدي إلى الغدر بالمواطنين، وتهدد سلامتهم بالنظر إلى حساسية تلك المواد وسرعة تأثرها بدرجات الحرارة.