مستقبل واعد للعلاقات الاقتصادية بين الجزائر وسلوفينيا

قال إن هناك قطاعات مؤهلة لتطوير التعاون الثنائي.. سيني ل"المساء":

أكد الخبير الاقتصادي الدولي نزيم سيني، أن مستقبلا واعدا ينتظر العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وسلوفينيا، بالنّظر إلى الإمكانيات التي يحوزها كل بلد، والتي يمكن توظيفها لتعزيز التعاون والتبادل بينهما في عدة قطاعات، لاسيما المجال الفلاحي والتكنولوجيات الحديثة والخدمات.
قال الخبير سيني، في تصريح ل"المساء" أمس، إن سلوفينيا تعد من بين الاقتصادات الأكثر تطورا ضمن منطقة وسط أوروبا، معتبرا الزيارة التي يؤديها رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، لهذا البلد "جد هامة"، من حيث أنها ستسمح بتطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية من خلال استغلال الفرص المتاحة هنا وهناك.
وبرأي محدثنا، فإن هناك تكاملا بين اقتصاديي البلدين، حيث يتميز اقتصاد سلوفينيا بالديناميكية وبمعدلات نمو أعلى من 3 بالمائة سنويا، كما أنه موجه بالخصوص نحو قطاعي الخدمات والتكنولوجيات الجديدة، وهو ما يهم الجزائر في الوقت الراهن لأنها تسعى حاليا إلى إعادة توجيه وتحويل اقتصادها نحو نموذج يأخذ بعين الاعتبار الانتقال الطاقوي وكذلك الانتقال الرقمي.
من هذا المنطلق أبرز الخبير "الطابع الاستراتيجي" للزيارة من حيث أنها سترسي معالم مستقبلية لتعاون يتيح استغلال إمكانيات هذا البلد الأوروبي في المجال الاقتصادي، خاصة بالنّسبة للقطاعات ذات القيمة المضافة العالية، بغية رفع حجم المبادلات التجارية التي مازالت دون المأمول، وهو ما يمثل فرصة جيدة للجزائر التي يمكنها استكشاف فرص التصدير نحو هذا البلد لاسيما بالنسبة للمنتجات الفلاحية والمنتجات نصف المصنّعة والمنتجات الصناعية. كما يعد التعاون الطاقوي وفقا لمحدثنا أحد مراكز الاهتمام المشترك في ظل التطورات الحاصلة على المستوى العالمي، وكون الجزائر ممون طاقوي رئيسي للقارة الأوروبية على العموم.
للتذكير فقد تعزّزت العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وسلوفينيا بصفة غير مسبوقة، بعد توقيع اتفاق التعاون الاقتصادي الذي دخل حيّز التنفيذ في مارس 2024، والذي يشجع مجتمعي الأعمال في البلدين على الحوار والشراكة لتعزيز النّمو الاقتصادي المستدام، كما وقّعت سوناطراك اتفاقية تعاون مع الشركة السلوفينية "جيوبلين" تم بموجبها زيادة كميات الغاز الطبيعي التي يتم نقلها إلى سلوفينيا عبر خط أنبوب الغاز الذي يربط الجزائر بإيطاليا.
وأبدت سلوفينيا رغبتها في إنشاء لجنة اقتصادية كبرى مع الجزائر لتعزيز روابط التعاون الاقتصادي في مجالات حيوية مثل التكنولوجيا والطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي والتحوّل الرقمي والصناعة الصيدلانية.