لحمايتهم من مختلف أنواع السرطانات فريدة حدادي أكدت الدكتورة فادية علي يحيى، المختصة في طب الأطفال، على ضرورة تعزيز نمط حياة صحية للطفل، بتوفير بيئة خالية من المخاطر وغذاء صحي متوازن، لحمايته من مختلف الأمراضالتي قد تحدق به، لاسيما السرطان، مشيرة الى أن هذا المرض الخبيث طال البراءة، إذ يتم تسجيل حالات وفيات كبيرة ناجمة عن عدد من أنواع السرطانات المرتبطة بالطفل، داعية على هامش اليوم العالمي لمكافحة السرطان عند الأطفال الذي احتفل به العالم الأسبوع الماضي، إن هذه الإصابات باتت واقعا منتشرا بين البراءة بسبب التعرض المستمر لعدد من المواد الكيماوية المتواجدة في الأغذية التي حولتها الى سموم حقيقية. أوضحت الطبيبة، أن الروتين غير الصحي، الذي تتبناه المجتمعات اليوم، هي سلوكيات غير واعية، يسلط عليها التفكير الاستهلاكي دون التفكير في عواقب ما نستهلكه، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، إذ يتم تعريض صحة الأطفال للخطر، إضافةالى أن الكثير من العادات الصحية التي كانت العائلات تحرص عليها حفاظا على سلامة الفرد، بات التخلي عنها أمر طبيعي. وأضافت المختصة أن "أكثر ما نشاهده اليوم من تجاوزات في حق صحتنا هي الأطعمة غير السليمة التي نتناولها، خصوصا ما هو موجه للطفل"، موضحة أن : الطفل غير متطلب من حيث النوعية وسلامة ما يستهلكه، فعدم وعيه يجعله يقبل على أطعمة غير صحية تماما، بعضها سموم تباع بأسعار بخسة، يتحمل أعباءها الأولياء في انتظار أن تتبعها تكاليف علاج ما تخلفه من مشاكل صحية. وقالت إن الطفل لا يدرك ما ينفعه وما يضره من أطعمة، فدور الأولياء تحديد ذلك والعمل على تجنبه، فكل ما يهم الطفل هو تناول أطعمة سريعة تتميز في نظره باللذة، التي تعود أساسا الى كمية السكريات التي تحتويها، أو المنكهات المعدلة للطعم، أونسبة الدهون المشبعة بها، والتي كلها تخلق له أدمانا ليقف عاجزا عن مقاومة الرغبة في استهلاكها". وقالت الطبيبة أن عادات إطعام الطفل، بأغذية غنية بتلك السموم أصبحت واقع لا مفر منه، أمام أولياء غير واعيين، بخطورة الأكل السريع، والعصائر المعلبة، و الحلويات بأنواعها، والشيبس، وقطع الشوكولاطة، وكذا المشروبات الطاقوية التي تستهلك اليوم كالماء. أوضحت الطبيبة أنه مثلما تم تخصيص شريط وردي لسرطان الثدي، وشريط ازرق لسرطانات الرجال، تم تخصيص الشريط الذهبي لسرطان الأطفال، هذا المشكل الصحي أصبح حديث منظمات الصحة حول العالم، خصوصا بعد انتشار عدد من السرطانات التي تهدد الطفل، كسرطان الدم، سرطان الدماغ، والأورام اللمفاوية، والتي تأتي بعد الأورام المرتبطة بالعالم الوراثي، مؤكدة أن الكثير من السرطانات مرتبطة بالنمط المعيشي والاستهلاكي الذي يتبناه المجتمع. نبهت الدكتورة علي يحي، الى ضرورة إجراء فحوصات طبية دورية للطفل، حيث أكدت أن هذا الروتين يتم الاستهانة به كثيرا اعتقادا أن صحة الطفل لا تستدعي إجراء فحص طبي، وهذا أمر خاطئ خصوصا وأن السرطان من الأمراض الصامتة، التي لا تظهر غالبا أعراضها إلا عند بلوغها مراحل متقدمة يستعصى علاجها حينذاك، لذا يعد، حسبها، الكشف المبكر من خلال الفحوصات الروتينية كل سنة أمر ضروري ووقائي ضد السرطانات. وفي الأخير حذرت الطبيبة من الأطعمة المصنعة التي تتنافس الأسواق في عرضها والموجهة للطفل والتي تباع بأثمان باهظة مقارنة بالكمية القليلة المعلبة والتي لا تتجاوز أحيانا 30 غراما، تجذب بفضل ألوانها ثم نكهاتها الطفل الذي لا يدرك مخاطرها ويستهلكها بصفة يومية، إذ تتعمد الأم أو الأب في تقديمها كلمجة خفيفة لوقت استراحة الطفل إلا أنها مشبعة بالسموم، ودعت بنفس المناسبة الى أهمية حث الطفل لممارسة نشاط رياضي، أو حركة بدنية أو اصطحابه للمشي أو الركض واللعب لحرق تلك السعرات الحرارية وضمان صحته البدنية.