قال تحالف دعم الشرعية في مصر في بيان إن مظاهرات أول أمس شهدت مشاركة شعبية واسعة النطاق، مشيرا إلى أن ما وصفها بالحشود (أربكت حسابات الانقلابيين الذين توهّموا أن مخططاتهم لبثّ الخوف في نفوس المصريين قد حقّقت أهدافها من خلال عمليات القتل وحملات الاعتقالات الواسعة والممارسات الإعلامية الهادفة إلى تشويه صورة ثوار مصر الأحرار). وأضاف البيان أن (ورقة التوت الأخيرة سقطت بعد منع ثوار مصر الأحرار من الوصول إلى ميدان التحرير وميدان رابعة العدوية باستخدام قوات عسكرية ودبابات ومجنزرات ومصفّحات أكثر بكثير من المتواجدة في سيناء لحماية حدود مصر الشرقية)، وأشار إلى أن التاريخ سيسجّل أن (قوات الانقلاب قسمت الشعب المصري إلى شعبين، شعب نزل إلى ميدان التحرير في حماية الجيش والشرطة وشعب يطلق عليه الرصاص الحي وتصوب ضده المدافع والدبابات لمجرد اقترابه من ميدان التحرير). وفي حصيلة لاحتجاجات يوم الجمعة قال مصدر طبّي إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون في اشتباكات متفرقة بين مؤيّدي الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيهم في عدّة ميادين بالقاهرة، فضلا عن مدن أخرى بالمحافظات المختلفة. في الأثناء ندّدت الأمم المتّحدة وواشنطن بأعمال العنف، وشدّدت الأخيرة على مسؤولية الحكومة الانتقالية عن حماية حقوق المتظاهرين السلميين. وأوضح المصدر الطبي أن بين القتلى الخمسة أربعة في القاهرة وآخر في السويس، كما أصيب أكثر من أربعين في مواجهات خلال مظاهرات ضد الانقلاب العسكري. وخرجت هذه المظاهرات -التي عمّت مختلف محافظات مصر- تلبية لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية للتظاهر المتواصل حتى اليوم الأحد، في ذكرى حرب أكتوبر. وقد اعتقلت قوات الأمن العشرات من معارضي الانقلاب في محيط ميدان التحرير بينهم المتحدّث الإعلامي لحزب الحرية والعدالة أحمد سبيع. وسعى المتظاهرون الرّافضون للانقلاب إلى الاقتراب من ميادين هامّة ضمن فعاليات (القاهرة عاصمة الثورة)، كان أبرزها ميدان التحرير الذي سعى المتظاهرون لدخوله من مداخل القصر العيني وكورنيش النيل وكوبري الجلاء وميدان عبد المنعم رياض، إلا أن قوات الأمن بمساعدة الجيش منعتهم من ذلك وتصدّت لهم بالقنابل المدمعة. كما قام جنود من الجيش بفرض طوق حول مداخل ميدان رابعة العدوية لمنع المتظاهرين من الدخول إليه. وأظهرت الصور وجود حشود من المتظاهرين نجحوا في الوصول لمحيط ميدان رابعة -الذي كان مقرّ الاعتصام الرئيسي لأنصار مرسي قبل فضّه بالقوة- وهم يردّدون شعارات حماسية أمام الطوق الأمني الذي فرضه الجيش. وتوافد آلاف المتظاهرين المناهضين للانقلاب على محيط وزارة الدفاع بالعباسية وتجمّعوا لساعات، ثمّ تفرّقوا بعد ذلك عقب تدخّل قوات الأمن. وردّد المتظاهرون عبارات منددة بما وصفوه بحكم العسكر. كما رفعوا الأعلام المصرية وحملوا صورا لمن وصفوهم ب (أبطال حرب أكتوبر الحقيقيين). كما خرجت مظاهرات حاشدة مناوئة للانقلاب في معظم محافظات الجمهورية. وفي ردود الفعل أكّدت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف أن الحكومة الانتقالية في مصر تتحمّل مسؤولية تهيئة الظروف المناسبة لاعتماد مسار سياسي يشمل جميع الأطراف. من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون عن قلقه حيال أعمال العنف في مصر.