أعلن زهير قدادوش وهو سفير فرنسي في مقاطعة أندورا من أصول جزائرية، أنه بعث برسالة إلى الرئيس فرانسوا هولاند يشكو له فيها تعرضه لأبشع أنواع العنصرية على يد رئيس الدبلوماسية الفرنسية، إلى جانب مسؤولين لم يذكرهم، وقال أنهم كانوا ينقلون له أنه لا يمكن أن يتقلد مناصب معينة لأنه من أصل جزائري أو مغاربي. تفاعلت قضية استقالة الدبلوماسي الفرنسي من أصول جزائرية، زهير قدادوش، من منصبه كسفير لفرنسا بمقاطعة «أندورا»، بشكل رهيب في فرنسا هذا الأسبوع، خاصة بعد أن بعث هذا السفير برسالة إلى الرئيس فرانوسوا هولند يشكو فيها من العنصرية على يد وزير الخارجية الفرنسية كما ورد في رسالته. وكان الدبلوماسي الفرنسي من أصول جزائرية، أعلن استقالته، في الفتاح من أفريل المنصرم، وهي الرسالة التي فجرت قضية من العيار الثقيل أخذت تشغل الرأي العام الفرنسي بجلاء، بينما أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، بيانا، نقلته سفارة فرنسا بالجزائر، فندت فيه تصريحات السفير الفرنسي السابق، زهير قدادوش، وقال البيان أن «الاتهامات المنسوبة للسفير الفرنسي بمقاطعة أندورا ضد وزير الخارجية لا أساس لها من الصحة وهي غير مقبولة». وأودع زهير قدادوش شكوى لدى وكيل الجمهورية للتنديد بما أسماه «سلوكات عنصرية وتعامل تمييزي في حق موظف»، كما قرر اللجوء إلى «المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان «، واقترح في رسالته على الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، تشكيل لجنة تحقيق برلمانية تنظر في تجاوزات «الكي دروسي»، وكل المؤسسات الحكومية الأخرى.وكما أفاد راديو «فرانس انفو»، أمس، أن «استقالة سفير بسبب العنصرية أمرا ليس هينا خاصة أن الأمر بدر من دبلوماسي كان سابقا لاعبا محترفا في كرة القدم، وتنقل عبر قطاعات حكومية يشتكي من وجود العنصرية في وزارة الخارجية ما دفعه إلى إحالة قضيته على العدالة وبعث برسالة إلى رئيس الجمهورية». هذا وقدر كان قدادوش قبل تعيينه سفيرا في المقاطعة المذكورة، يشغل منصب مفتش عام لوزارة التربية الفرنسية، حيث أورد في رسالته إلى هولاند أنه «تعرض لأبشع أنواع العنصرية على مستوى الكي دروسي»، وذكر وزير الخارجية ، كونه كما قال من اصل جزائري، ونقل المعني أن زملاء له حثوه بعدم رفض دعوى قضائية ضد وزارة الخارجية، إلا أن قدادوش لم يتحمل ما وصفه بالاذلال، ما دفعه إلى رفض سحب الشكوى التي أودعها ، وساق المعني اتهامات لوزارة الخارجية، منها « التستر على تصريحات ذات طابع عنصري وارتكاب تجاوزات خطيرة وأنه تعرض لإهانات زملائه في الخارجية الفرنسية. ويفيد أنه «ليس الوحيد الذي تعرض للتمييز العنصري وأن زملاء له تعرضوا للتهميش والإبعاد بسبب أصولهم المغاربية أو انتماءاتهم السياسية .«وبينما أفاد بيان وزارة الخارجية أمس أن البيان «مفتشيات التقييم تجري عملها بشكل عادي منذ سنة 2008»، كما أشار إلى أن «وزارة الشؤون الخارجية والتنمية الدولية لم تستلم إلى غاية اليوم أي طلب للحصول على معلومات من المدعي العام أو العدالة». وقالت الوزارة أن بها إطارات من جميع العرقيات، كما ورد في البيان أن «السيد زهير قدادوش قد تقلد مسؤوليات هامة على مستوى السلك الدبلوماسي والقنصلي الفرنسي خلال الفترة الممتدة من سنة 2008 إلى 2014، وقد أختار العودة إلى اختصاصه السابق في الوقت الذي عرضت عليه مهام دبلوماسية أخرى«. لكن الناطق الرسمي باسم «الكي دروسي»، نادال رزمان، كذب في مداخلة له على أمواج راديو «فرانس انفو»، اتهامات السفير الفرنسي المستقيل، وقال أن «اتهاماته غير مزودة بالأدلة وبالتالي فهي باطلة».