سنعود للإضراب الدوري في حال عدم الاستجابة لمطالبنا

قال إن نقابتنا لن تنضمّ إلى الكنفدرالية، غاشي الوناس يُعلن

مباشرة عقب انتهاء إضراب الثلاثة أيام، الذي شنّهُ موظفو وعمال السلك شبه طبي الأسبوع الماضي، اجتمعت وزارة الصحة بنقابات القطاع، في جلسة عمل يوم الخميس الماضي، وقدمت لهم تطمينات بشأن المطالب المهنية والاجتماعية المرفوعة، وأعلمتهم أنها أقرت لهم رسميا منحتي العدوى والمناوبة وفق ما تمّ الاتفاق عليه، وعلى أن تسعى إلى تسريع تجسيد المطالب الأخرى التي هي على مستواها، وعلى المستوى الحكومي أيضا.
أكد أمس ل»صوت الأحرار« غاشي الوناس، رئيس النقابة الوطنية للسلك شبه الطبي أن وزارة الصحة اجتمعت بهم يوم الخميس الماضي، مباشرة عقب انتهاء إضراب الثلاثة أيام المُشنّ الأسبوع الماضي من قبل موظفي وعمال السلك شبه الطبي، البالغ عددهم الإجمالي حوالي 100 ألف، قال أنه وباقي نقابات القطاع الأخرى استمعوا إلى كل ما تقدم به ممثلو الوزارة في هذا الاجتماع، وهم أنفسهم أعادوا التذكير بمطالبهم المرفوعة.
وفي الوقت الذي لم يُخف فيه غاشي الوناس أن الوزارة لبّت لهم مطلب منحتي العدوى والمناوبة، وهو المطلب الذي يهم كل شرائح القطاع الصحي، وقد خصّتهما الوزارة بغلاف مالي مُعتبر، فإن غاشي الوناس وزملاءه الآخرين قالوا أنهم وجدوا أنفسهم في نهاية الجلسة كالعادة يجولون مع الوزارة في حلقة مُفرغة، بشأن المطالب الأخرى، وقد أكد أن الوناس أن ما قدمته لهم الوزارة بشأن المطالب الأخرى لم يتجاوز حدود التطمينات، وتقديم الوعد من جديد باستكمال العمل والسعي، الذي كانت شرعت فيه بخصوص القانون الخاص، ونظام المنح والتعويضات، والتكوين وتغيير الرتبة الخاصة بحوالي 20 ألف ممرض مِؤهل من الرتبة 9 إلى الرتبة 10، وغيرها.
ورغم التطمينات المقدمة من الوزارة بخصوص المنحتين المشار إليهما، واستعدادها المُعبّر عنه بشأن تلبية باقي المطالب الأخرى، إلا أن غاشي الوناس اشترط على الوزارة منحه ضمانات مكتوبة، ومُوقع عليها. ونشير إلى أن وزير الصحة عبد العزيز زياري كان كلّف الأسبوع الماضي مستشاريه بمعالجة ملف الأسلاك المشتركة في شقه المتعلق بتثمين وتعميم منحة العدوى على جميع موظفي القطاع، من أطباء وأعوان شبه طبيين، وإداريين، وقابلات، وعمال مهنيين، وسائقين، وحجاب، وأعوان الأمن والوقاية، وأعوان التخدير والإنعاش، بالإضافة إلى تثمين منحة المناوبة للسلك الطبي، وشبه الطبي ،والإداريين. وتعوّل تنسيقية الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين، حسب ممثليها، على لقاء الثلاثية المزمع تنظيمه قبل نهاية العام، حيث من المقرر، حسبهم، أن يرافع المسؤول الأول بالمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد لصالح مطلب إقرار زيادة ثانية للمنح والتعويضات، بعد تلك التي استفادت منها هذه الفئة قبل جميع أسلاك الصحة الأخرى، حيث قدرت وقتها ب25 بالمائة، ليتضح بعد صدور الأنظمة التعويضية الأخرى وجود إجحاف في حقهم.
ولأن أمر المطالب الأخرى لم يتضح بعدُ، فإن نقابة شبه الطبيين حسب الوناس ستدعو لعقد دورة طارئة لمجلسها الوطني شهر جانفي القادم، وسيتخذ القرار المناسب بالعودة إلى الإضراب الدوري التصعيدي، أو بالعدول عنه تبعا لدرجة الاستجابة التي ستلقاها النقابة من الوصاية والجهات الحكومية الأخرى من عدمها.
وبخصوص ما إذا كانت نقابة السلك شبه الطبي ستنضمّ إلى »كنفدرالية النقابات المستقلة«، التي هي في طريق التأسيس الفعلي من قبل سبع نقابات من قطاعات الصحة، التربية الوطنية، والتعليم العالي، أجاب الرجل الأول في النقابة: »إن نقابة شبه الطبيين لن تنضمّ إلى هذه الكنفدرالية، لأن مطالب الشرائح العمالية التي تمثلها هي مع وزارة الصحة، ولا تحتاج لأن تنتقل بها إلى المستوى الحكومي«. وأضاف غاشي الوناس: »نظرتي أنا، أننا لن نتحاور مع الوزير الأول بشأن مطالبنا، ولا مع الثلاثية، لأننا لسنا قطاعا اقتصاديا، بل نحن تابعون للوظيفة العمومية، وحوارنا هو أصلا مع الوصاية التي هي وزارة الصحة، ومشكلتنا هي مع وزير الصحة، وليس مع الوزير الأول«.