قال وزير الخارجية مراد مدلسي، ليلة أول أمس، إن الجزائر غير متحمسة لبعض الثورات التي تخرج على حدود دولها، مشيرا إلى احترام إرادة الشعوب التي تأتي بنظام أو حكومة جديدة، حيث اعتبر أن المخرج الوحيد من الأزمة السورية هو المخرج المبني على عاتق السوريين في حد ذاتهم من خلال حوار جدي، مؤكدا على الموقف المرجعي للجزائر بعدم التدخل في شؤون الآخرين. تناول وزير الخارجية مراد مدلسي خلال استضافته ليلة أول أمس، في برنامج »أصحاب القرار« خلال زيارته إلى موسكو، عدة قضايا في التعاون الثنائي بين روسياوالجزائر، والوضع في سوريا، بما فيها الأوضاع في مالي وليبيا وغيرها من الملفات، وقضايا الإرهاب، وأكد أن زيارته لروسيا تأتي بعد زيارة لافروف في شهر مارس الفارط، قائلا إنها فرصة للحديث مع كبار المسؤولين الروسيين عن مختلف القضايا التي تربط البلدين، كما ستكون فرصة لمناقشة جانب الإصلاحات في الجزائر التي انطلقت بصفة واضحة، بالإضافة إلى مناقشة الأوضاع الراهنة في بعض الدول العربية. وقال مدلسي خلال هذا اللقاء التلفزيوني أنه »يجمعنا مع روسيا تعاون استراتيجي منذ 10 سنوات، يكلف كلا الطرفين تكثيف الجهود في كل الميادين الاقتصادية والثقافية والعسكرية، وفيما يتعلق بموقف روسيا تجاه ما يجري في بعض البلدان العربية وفي سوريا على وجه الخصوص، قال الوزير إنه موقف جدي وعقلاني وهو يقارب الموقف الجزائري، مشيرا إلى أن هذا التقييم مبني على ثقة متبادلة وقاسم مشترك بالنسبة لرؤيتنا للعالم واحترامنا لبعض المبادئ، كالمبدأ المبني على عدم التدخل في شؤون الغير ومبدأ أن الشعوب لهم الصلاحيات لتغيير نظامها داخل دولها، حيث عبر عن اعتزازه كوزير بهذا التقارب مع الدولتين في مواقفها الدولية خاصة فيما يتعلق بما يسمى ب»الربيع العربي«. وفي هذا السياق، أكد مدلسي للقناة الروسية أن الجزائر غير متحمسة لبعض الثورات التي تخرج على حدود دولها، مشيرا إلى احترام إرادة الشعوب التي تأتي بنظام أو حكومة جديدة، وأكد أنه يرحب بها وسنعمل بصفة جدية معها، كما نتعامل حاليا مع تونس وليبيا، مردفا »لم نقم بتصدير الثورة الجزائرية للخارج وليس لدينا طموح حتى لنوزع المبدأ الثوري الجزائري للخارج، فنحن لسنا متحمسين ولكن نحترم إرادة الشعوب«. وفيما يتعلق بخطر انتشار الأسلحة المفقودة في ليبيا وحصول جهات إرهابية على هذه الأسلحة، قال وزير الخارجية إنه تجاوز حدودها وأصبح خطرا على المنطقة ككل خاصة فيما يتعلق بدول الساحل، ومن أجل المحافظة على استقرار وأمن هذه الدول - يضيف المتحدث - يجب الاستمرار في إجراء المفاوضات والاتصالات بين الجزائر وليبيا وكل الأطراف التي لها إرادة في التحكم في تسريب السلاح وحل الأزمة. وفي رده عن سؤال حول العلاقات الجزائرية الليبية، قال الدبلوماسي إنها شبه عادية وهي في تحسن، مشيرا إلى أنه خلال الأسابيع المقبلة ستكون هناك زيارات متبادلة في أعلى المستويات لتقوية العلاقات والتعاون بين البلدين، بما فيها تبادل التجارب خاصة فيما يتعلق بالمصالحة الوطنية. كما رحب مدلسي بصعود بعض الحركات الإسلامية التي فرضت وجودها في شمال إفريقيا، قائلا نحن نحتاج إلى توسيع الديمقراطية لتشمل جميع الأطراف، مع تحمل مسؤولياتها وبناء مستقبل بلادها واحترام مبادئ الجمهورية. وفي حديثه للقناة الروسية، أكد الوزير أنه تم الشروع في تعاون جديد مع المغرب منذ تقريبا سنة، قائلا إنه سيأتي بثماره على عدة مستويات ويشمل قطاعات حساسة بالنسبة للشعوب، كما أعرب عن رغبة البلاد لتسوية الخلاف القائم بين البلدين في وقت يترتب حسب الظروف وحسب رغبة الطرفين، كما أضاف أن ما يقلق الجزائر حاليا يتمثل في مشكل تهريب المخدرات، لأن الجزائر -كما قال- شبه مستهدفة، حيث أوضح في هذا السياق أن »قوات الأمن تقوم بحجز كميات هامة من المخدرات بشكل منتظم«، مضيفا »إننا نأمل في تعاون من قبل المغرب الشقيق لمكافحة تهريب المخدرات«، وعن سؤال حول الأجل المحدد لفتح الحدود بين الجزائر والمغرب، أكد مدلسي » إن الحدود لا يمكن أن تبقى مغلقة إلى الأبد، بالعكس على كل طرف أن يصغي إلى الأخر لكي نتمكن من التوصل إلى إجراءات و قرارات تريح البلدين الجارين «.