بين قدرة أفريقيا على وضع استراتيجيات نمو تدعم الاندماج القاري بقلم – خليفة عقون : معرض التجارة البينية الأفريقية في دورته الرابعة 2025 والذي اختتم فعالياته الأربعاء الماضي بقصر المعرض بالجزائر العاصمة،عرف إقبالا ونشاطا غير مسبوق من جميع الجوانب،من حيث عدد الدول المشاركة ومن حيث عدد الزوار،فقد قال وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية،أحمد عطاف،أن معرض التجارة البينية الإفريقية،حقق نجاحا كاملا بشهادة جميع المؤسسات القارية. ودليل ذلك حسبما قوله،فقد بلغ عدد الدول المشاركة بالتحديد، 132 بلدا، منها 70 دولة شاركت بأجنحة بينها 49 بلدا إفريقيا، فيما بلغ عدد العارضين 2148 عارضا،كما بلغ عدد زوار معرض التجارة البينية الإفريقية بالجزائر 112476 زائرا،كما أن إجمالي الصفقات المبرمة حقق مستوى قياسيا تتضمن توقيع عقود شراكة بقيمة 48.3 مليار دولار أمريكي. كما بلغت حصة الشركات الجزائرية من إجمالي الصفقات المبرمة خلال الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية تقدر ب11.4 مليار دولار أمريكي،وهو المبلغ الذي يمثل الصفقات المبرمة التي اكتملت إجراءات التوقيع على العقود المتعلقة بها،حيث أن القيمة الإجمالية للصفقات الجزائرية خلال معرض التجارة البينية الإفريقية تقدر ب 23 مليار دولار،من ضمنها مبلغ 11.6 مليار دولار الذي يمثل قيمة الصفقات التي هي قيد الدراسة والتفاوض. وهذا يعني،أن"الطبعة الحالية للمعرض حققت نجاحا كاملا ومتكاملا،نجاح بشهادة جميع المؤسسات القارية التي شاركتنا تنظيم الدورة،وبشهادة جميع المشاركين من عارضين ومتعاملين اقتصاديين وزوارا،وأعتقد أنه ليس هناك نجاح أبلغ من لغة الأرقام التي تؤكد أن نتائج الطبعة هذه كانت مميزة وقياسية وغير مسبوقة"،وهذا إلى جانب مشاركة عدة قادة دول وشخصيات إفريقية مرموقة لها إسهامات في حاضر ومستقبل القارة،وبصورة أوضح فإن عدد رؤساء الدول والحكومات المشاركة بلغ 14 رئيس دولة وكذا 06 ممثلي رؤساء دول و41 وزيرا،كما تم تسجيل عدد قياسي من المشترين المهنيين بلغ 987 متعاملا اقتصاديا متجاوزا الهدف الأصلي المتوقع ب 750 متعامل اقتصادي. والجميل في هذا المعرض الأفريقي، أن حصة الشراكات والشركات والمؤسسات الجزائرية بلغت 11.4 مليار دولار أمريكي،وهو المبلغ الذي يمثل الصفقات المبرمة بمعنى الصفقات التي اكتملت على العقود المتعلقة بها،ومصداقية كل الأرقام والإحصائيات مستقاة من "البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير" "أفريكسيم بنك"،بصفته الجهة الوحيدة المخولة بتقديم مثل هذه الأرقام،وفوق كل هذا أنه وخلال هذه الطبعة،تم تأسيس صندوق خاص موجه لدعم مشاريع الشباب الإفريقي بمبادرة من رئيس الجمهورية،عبد المجيد تبون. وهذا لأن الشباب يمثلون القاطرة الأساسية لنهضة إفريقيا ونموها المستدام،بما يعني أن نتائج المعرض تؤكد خيار تصور السياسة الخارجية لرئيس الجمهورية،وتثبت منهجية العمل وتشجع على مواصلة العمل في هذا الاتجاه،كما أجمعت على ذلك الآراء والاتجاهات المختلفة بما يبين صحة ومصداقية القائمين على دواليب الدولة الجزائرية وجميل تصورهم وتطلعهم في نظرة استشرافيةلمستقبل القارة الواعد. ومن بين الآراء التي ترى من المعرض النجاح الباهر والذي عكس دقة التنظيم والإشراف، وزير الاتصال، محمد مزيان، الذي قال عقب اختتام الطبعة الرابعة من معرض التجارة البينية الأفريقية،أن الحلم برؤية إفريقيا مزدهرة، والوصول بتجارتها إلى مستويات مرتفعة،"ولد في الجزائر". وقد تجلى ذلك في مساهمة إعلامية له،حيث أشار الوزير إلى أن الحلم الأفريقي،"هو حلم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون،الذي دعا إلى إيجاد حلول لمشاكل القارة الإفريقية،تبنى بسواعد أبنائها،والقفز بالتجارة البينية الإفريقية للوصول بها إلى مستويات مرتفعة". هذا الحلم الذي كما قال وزير الاتصال،أنه "يغير من القواعد ويبتكر أخرى،على أن ينسج بإتقان خيوط قوية للتكامل والطموح المشترك بين أمم أفريقيا لرسم الطريق نحو الازدهار والتنمية"،وقال أن تجربة الجزائر التي"نوعت في الاقتصاد وانتهجت سياسة صناعية متكاملة"،تعد "نموذجا رائدا وناجحا،يمكن أن يعكس قدرة الدول الإفريقية على وضع استراتيجيات نمو فعالة تساهم وتدعم الاندماج القاري والأفريقي". وخلاصة القول، أن الوزير مزيان يرى من وجهته ونحن نشاطره ونشد على يده،كملاحظين وإعلاميين وطنيبن،أن "معرض التجارة البينية الإفريقية،حقق فعلا تأثيرا واضحا وكبيرا،أكثر مما كان متوقعا على كافة الأصعدة"،متوقفا عند التغطية الإعلامية "الاستثنائية" التي حظي بها،والاتفاقيات والعقود الموقعة والشراكات المتعددة،التي تأسست خلاله،واحترافية اللقاءات المنظمة،علاوة على "روح الأخوة والتضامن التي ميزت الحدث بامتياز،الذي يبقى بلا شك موعدا قاريا من الدرجة الأولى"،وهذا ما كان يحدث ونراه مرأى العين وشاهدناه شخصيا،لولا دقة التنظيم وحسن الإشراف والتعاون من قبل كافة الأطراف والإطارات التي وثقت في القيادة السياسية وفي توجهات الوطنية والقارية لرئيس الجمهورية،وهو ما حصل فعلا وشرف البلد طولا وعرضا،وهو ما أسعد المشاركين وسر المنظمين على حد سواء.