اعترف المدير العام لضبط وتطوير الإنتاج الفلاحي على مستوى وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، عمار أصباح، بأن إنتاج زيت الزيتون تراجع بحجم كبير مقارنة بالموسم المنصرم، حيث فقد الإنتاج المحلي مليون قنطار واصفا هذا التراجع ب”السقوط الحر”، معلنا في سياق آخر أن مخزون الجزائر من الحبوب يكفي الاحتياجات الوطنية ولا حاجة للاستيراد في الوقت الحالي قال المدير العام لضبط وتطوير الإنتاج الفلاحي بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، عمار أصباح، إن “هناك فجوات في تسيير وإدارة المحاصيل، فزيت الزيتون هو منتوج استهلاكي أساسي للأسرة الجزائرية، وليس هناك استغلالات كبيرة للمساحات الزراعية الخاصة بشعبة الزيتون، مع استثناءات قليلة، ويضاف إلى هذا الظروف المناخية في الفترة الأخيرة والتي أدت إلى تراجع إنتاج زيت الزيتون”. ورغم هذه الظروف، أنشأت وزارة الزراعة لجنة وطنية لتذوق زيت الزيتون، والتي تقع على عاتقها مهمة تنفيذ التقييم الحسي لزيت الزيتون في إطار تصنيفها. وفي حديثه عن الإنتاج المحلي للتمور، أكد ذات المسؤول أن هذا الأخير عرف زيادة كبيرة ب6.5 مليون قنطار خلال السنة المنصرمة 2009، أي أكثر من 8 بالمائة عن الموسم السابق، وهذا في الوقت الذي زاد فيه إنتاج الحبوب ب3.3 مليون هكتار، أي ما يقابل نسبة نمو 2 بالمائة، وأضاف “نريد زيادة المساحة المزروعة من القمح، خاصة وأن منتجاتنا تعد من نوعية ممتازة، وقال في ذات السياق إن الجزائر لم تعد تستورد القمح الصلب، حيث أن مخزون الديوان المهني للحبوب كاف لتلبية الاحتياجات الوطنية. وفيما يتعلق بشعبة البطاطا أكد أصباح في ذات المناسبة أن “هناك وفرة للمنتوج على مستوى السوق الوطنية، نافيا أن تكون هناك أية مشكلة تتعلق بهذه الشعبة ذات الاستهلاك الواسع، مفيدا بأن إنتاج الموسم ما قبل المنصرم تجاوز مليون قنطار، والتوقعات المسجلة بالنسبة للمستقبل تشير إلى أن المحصول من شأنه أن يتجاوز 90 ألف طن”، معلقا بأن “أسعار السوق معقولة لحد الساعة”، وفي ذات السياق أشار ذات المتحدث إلى أنه تم وضع ترتيبات تنظيمية من طرف وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بهدف طمأنة المزارعين حيث أن زراعة البطاطا ارتفعت ب10 آلاف هكتار ما يمثل نسبة نمو تزيد عن30 بالمائة. للإشارة فقد سبق وأن أظهرت وثيقة لوزارة الفلاحة أن متوسط سعر زيت الزيتون خلال الموسم الحالي سيتراوح بين 450 و550 دينار للتر الواحد، مرجعة سبب ارتفاع السعر إلى التراجع الذي عرفه إنتاج الزيتون هذه السنة مقارنة بالموسم المنصرم. وأشار ذات المصدر إلى أن الإنتاج الإجمالي للزيتون إلى غاية 12 جانفي المنصرم قدر بحوالي 1416 مليون قنطار، منها 1 129 مليون قنطار من زيتون المائدة في حين قدر إنتاج زيت الزيتون ب14 406 طن وهو ما يعادل 156 586 هكتولتر. وحسب نفس المتحدث يرتقب أن تشهد السنة الجارية محصولا جيدا لزيتون المائدة، وأقل جودة بالنسبة للزيتون المخصص للزيت، مرجعا سبب هذا التراجع إلى عاملين أساسيين وهما الظروف المناخية المتمثلة في غزارة الأمطار التي كانت مضرة خلال فترة نضج الزيتون، لاسيما في منطقة وسط - شرق البلاد المتخصصة في إنتاج الزيتون المخصص للزيت، علاوة على عامل طريقة زراعة الزيتون، حيث إن منتجي هذه الشعبة لا يحترمون تقنيات الزرع، لاسيما خلال الجني بحيث أنهم يفسدون شجيرات الزيتون مما يضر بإنتاج السنة المقبلة. جدير ذكر أن الجزائر تصنف في المرتبة السابعة عالميا من بين الدول المنتجة لزيت الزيتون بإنتاج متوسط يقدر ما بين 35 ألف إلى 40 ألف طن سنويا. وفي الوقت الذي يقدم فيه مسؤولو وزارة الفلاحة أرقاما تبين ارتفاع إنتاج العديد من المواد، تكذب هذه التصريحات الجولات التي تقود المستهلك إلى الأسواق لملء القفة، حيث لم يسبق وأن عرفت أسعار الخضر والفواكه ارتفاعا مثل الذي شهدته في الموسم الحالي، حيث تباع الخضر الفصلية بأسعار مرتفعة وهي التي كانت في متناول الجميع في مواسم سابقة على الأقل في فترة جنيها.