يتساءل المصريون الطيبون لماذا أعطت الجزائر كل هذه الأهمية لخلاف كروي بسيط بين البلدين؟! والجواب واضح.. لأن فعل الاعتداء لم يكن شعبيا من طرف مصر بل كان رسميا وقامت به وخططت له جهات رسمية في السلطة وفي دوائرها الرسمية! ولهذا اعتبرته الحكومة الجزائرية "عدوانا" رسميا وليس خطأً كروياً أو شعبياً لذلك لا بد أن يكون الرد بحجم الفعل ومن جنسه! هذه هي قواعد التعامل بين الدول! ولمن لا يعرف من المصريين أن الجزائر كانت تلاعب المغرب الشقيق في الكرة والعلاقات مقطوعة والحدود مغلقة.. ويغلبوننا ونغلبهم في الكرة ويصفق الجمهور منا ومنهم للفائز..! لأنه لا الحكومة الجزائرية ولا الحكومة المغربية حشرت أنفها في موضوع الكرة وحولته إلى سياسة كما فعل آل مبارك بمباريات كرة التأهل لكأس العالم! ولاعبنا أيضا الأشقاء في تونس وانتصروا علينا وانتصرنا عليهم وحتى وإن خرجت بعض المباريات عن إطارها الكروي فإنها تبقى في النهاية أحداث شغب مرتبطة بالكرة وليست عدوانا رسميا كما حدث في مصر! فرقنا تلاعب كل بلدان القارة الإفريقية.. ولم يحدث أن اشتكت دولة من هذه الدول مما يسميه المصريون بالبلطجة الجزائرية في الكرة! وعندما يتصل رئيس بنادي الأهلي المصري العريق ويقول في فضائية مصرية بكل صلف.. "إننا سنواجه شبيبة القبائل في مقابلة صعبة لأن جمهورها متعصب"! عندما يقول ذلك ولا يخجل من نفسه فعلى المصريين العقلاء الذين يستهجنون الرد الجزائري أن يقولوا لهذا "المتحضر المصري" من هي شبيبة القبائل في القارة الإفريقية؟! وكم مرة فازت بألقاب قارية ولم يحدث أن اشتكت دولة إفريقية أو عربية من تعصب أنصار هذا الفريق..! مثلما يفعل هذا المعتوه في الفضائيات المصرية التي يسيرها كابتانات الكرة وكابتانات المخابرات وليس رجال إعلام! ونقول (للأشقاء) في مصر الذين يتألمون لما يحدث بين مصر والجزائر بسبب الكرة: إن رد الجزائريين كان أقل من المطلوب شعبيا ورسميا.. لأن السلطة المصرية تجاوزت حدودها في التعامل مع الجزائر إلى درجة أنها اعتقدت أن الجزائر أيالة مصرية يمكن أن تمارس فيها التجاوزات ولا تسأل عما تفعل! فكان لابد لسلطة مصر من صدمة لتستفيق من حالة غيبوبة مركب العظمة!
