نقل، نهاية الأسبوع المنصرم، ممثلون عن قاطني حي الفدائيين المعروف ب “زنقة العرب” بوسط مدينة بوفاريك بولاية البليدة إلى رئيس الدائرة مطالبهم المستعجلة، الرامية إلى تحويل التجار الذين ينشطون بطريقة غير شرعية بوسط تجمعهم السكاني إلى فضاءات تجارية أخرى وجاءت خطوة هؤلاء بعد عقد عدة جلسات مع ذات المسؤول خلصت إلى ضرورة ترحيل هؤلاء التجار الذين شوهوا المحيط السكني للمواطنين الذين قالوا إنهم لم يروا من تلك الجلسات أي شيء ملموس، الأمر الذي انعكس على نظافة محيطهم بالنظر إلى المخلفات اليومية التي يتركها الباعة وبالأخص تجار الخضر والفواكه، حيث عجزت السلطات المحلية على رفع تلك النفايات. وأضاف السكان أن المقاول الذي كلف في وقت سابق بإعادة تهيئة الحي، لم يتمكّن من أداء المهمة التي أوكلت له، بسبب تعنّت التجار غير الشرعيين ورفضهم مغادرة المكان الذي حوّل حياتهم إلى جحيم في ظل المشاحنات المتكررة التي تحدث بين الطرفين وبين التجار أنفسهم، لا سيما منهم الشباب الراغبين في استغلال كل شبر من المكان. ويذكر أن المقاول المشار إليه تلقى عدة تهديدات من قبل التجار الذين حالوا دون تنفيذ مشروع التهيئة الذي خصصت له المصالح الولائية غلافا ماليا بقيمة 8 مليار سنتيم. وحسب ما علمته “الفجر”، فقد رفض ممثلو قاطني حي الفدائيين مغادرة مقر الدائرة قبل الشروع في عملية طرد هؤلاء التجار، فيما هدد آخرون بالانتحار بإلقاء أنفسهم من أعلى مقر الدائرة لتحقيق ذات الغرض، وهو ما كانوا سيشرعون فيه لولا تدخل السلطات الأمنية التي أجبرتهم على مغادرة المكان؛ بينما حمل أحد السكان نسخة من الجريدة الرسمية، يشير من خلالها إلى ضرورة احترام حق المواطنين في الراحة وظروف معيشية مقبولة، وهو ما لم يعد يتوفر لهؤلاء الذين يؤكدون أنهم باتوا يعزفون حتى عن استقبال ضيوفهم وأهاليهم بسبب الألفاظ السوقية والعبارات النابية من طرف روّاد السوق والتجار العاملين به. وفي سياق متصل، أبدى رئيس الدائرة تفهمه لغضب السكان، مؤكدا أن الحل يكمن في إيجاد فضاء يستوعب هؤلاء التجار لتفادي التورط في مواجهات، قد تصل إلى ما لا يحمد عقباه، خاصة أن غالبيتهم لا يحوزون على مصدر دخل بديل عن نشاطهم كتجار للخضر والفواكه. كما أوضح ذات المسؤول أنه سيتم تنظيم عملية ترحيلهم مؤقتا، إلى ثلاثة مواقع بديلة في انتظار توفير سوق مغطى، ينشطون فيه بطريقة قانونية. وحسب مصادر موثوقة، فإن والي الولاية يكون بدوره قد وجّه دعوة إلى ممثلي سكان حي الفدائيين للاجتماع معه غدا لطرح كل انشغالاتهم وبحث أفضل الحلول لهذا المشكل الذي يعود إلى عدة سنوات مضت، حيث كانت دعوة الوالي السبب الرئيسي في تخلي ممثلي السكان عن قرار محاصرة الدائرة إلى غاية طرد كل التجار الفوضويين.