أسطول شبه حربي لضمان تزويد 3400 مركز بريدي بالسيولة النقدية كشفت مصادر مسؤولة ببنك الجزائر أن هذا الأخير قام بالاستعانة بمروحيات وشاحنات شبه حربية لتأمين نقل الأموال من البنك المركزي إلى مراكز البريد، المقدّر عددها ب 3400 مركز، لاسيما بالمناطق النائية والمعزولة. وقالت ذات المصادر، في تصريح ل”الفجر”، إن بنك الجزائر يستعين بأسطول شبه حربي لضمان وصول الأموال في آجالها ودون تعرّضها لأي اعتداءات أو سطو، لاسيما خلال فترة ضخ أجور ورواتب الموظفين ومع اقتراب شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى، وهي المرحلة التي يتم تسجيل أعلى نسبة من الاعتداءات والسرقات خلالها. وحسب المصادر التي أوردت الخبر، فإن هذا القرار جاء أيضا لمنع وجود أي أزمة سيولة عبر الوكالات البنكية والمراكز البريدية، حيث أنه بعد التحقيق الذي باشره بنك الجزائر منذ عدّة أشهر لمباحثة سبب أزمة السيولة النقدية توصّل هذا الأخير إلى ضرورة تدعيم البنك المركزي بأجهزة جد حديثة لضمان وصول الأموال في آجالها للجهات والمراكز التي تطلبها، لاسيما بالمناطق الجبلية والمعزولة، الأمر الذي يجعل المسؤولين يستعينون بمروحيات عسكرية وعتاد شبه حربي جدّ متطوّر لمنع أي أزمة على هذا المستوى. وأفصحت مصادرنا أن استعمال المروحيات يقتصر فقط على المناطق الجبلية التي تم استحداث مراكز بريدية جديدة بها تفاديا لأي مشاكل خلال نقل الأموال، لاسيما بالمناطق التي تشهد بعض التوترات الأمنية في الوقت الذي وجّهت المدرّعات الشبه الحربية للولايات الداخلية والمناطق النائية. تجدر الإشارة إلى أن هذه الإجراءات تدخل، حسب مصادرنا، في إطار التعليمات التي أمرت بها الحكومة لمنع عودة أزمة السيولة النقدية للواجهة، بعد أن عرفت هذه الأخيرة تراجعا ملحوظا خلال الأشهر الماضية، إثر القرارات المتخذة من طرف بنك الجزائر بالتنسيق مع مؤسسة بريد الجزائر، وتحت إشراف وزارتي المالية والبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، ومتابعة السلطات الولائية والمحلية، عبر تشكيل خلية أزمة تضم خلايا جوارية وأخرى ولائية لضمان تزويد كافة الولايات بالأموال اللازمة في الآجال المحدّدة تحسّبا لأي عجز في التموين بالأوراق الائتمانية.