هذه الفترة من حكم بوتفليقة تشبه وإلى حد بعيد حكم حسين داي. كانت خزينة الدولة مملوءة بالذهب، ينام الداي والمفتاح معلق في رقبته. كان عاجزا تمام العجز أن يفعل بها شيئا يقوي الدولة ضد المتربصين بها. هكذا بوتفليقة، الدولة تملك 200 مليار دولار وهو لم يفعل شيئا. الفرق الوحيد بين الفترتين هو أنه لا يوجد متربصين بالجزائر في الفترة الحالية. الإمبريالية الغربية تعبت والإمبريالية الصينية لم تنضج بعد. خلاصة القول، في عهد هذا النظام أصبح للجزائر قابلية للاستعمار في غياب قوى استعمارية. أحمد: فرنسا أرحتني أراحك الله.. يمكن إذن أن نطمئن على مستقبل بلدنا بسبب عدم وجود استعمار يمكن أن يغزو بلدنا! لكن إذا كان الأمر على هذا النحو فلماذا ترفض فرنسا اعتبار استعمارها للجزائر خطأ تاريخيا وتعتذر عنه للجزائريين؟! رغم أن الجزائريين عبروا أكثر من مرة على ندمهم على أنهم قاموا بثورة لطرد هذا الاستعمار من بلدهم.. كان ذلك من خلال الحراڤة الذين رموا أنفسهم في البحر طلبا للذهاب إلى بلاد الاستعمار! ووصل الأمر بوزير خارجية الجزائر إلى القول أمام الجمعية الفرنسية "لو لا حرب التحرير لكنا أوروبيين أكثر من بعض الأوروبيين اليوم"! لكن كموسة الداي حسين كانت في صناديق خزائنه.. في العاصمة الجزائرية.. ولم تكن في صناديق واشنطن وباريس ولندن كما هو حال كموسة بوتفليقة اليوم!؟ ولعل وجود كموسة الداي في صناديق الداي هي التي جابت له "البلاء" وتم غزو الجزائر للاستيلاء عليها من طرف الفرنسيين.. فيما سمي بكنز الداي حسين الذي صادرته الجيوش الفرنسية التي غزت الجزائر في 1830. ما قلته أنا في هذا المجال إن الاستعمار لا يحتاج إلى غزونا لأخذ الكموسة كما فعل بالداي.. بل القضية بسيطة وهي كتابة بلاغ من سطر واحد يعلمون فيه العالم بأنهم وضعوا أيديهم على الكموسة.. لأن النظام غير شرعي.. كما فعلوا مع العراق قبل 10 سنوات ويفعلون الآن بليبيا! وإذن فالأمر اليوم لا يحتاج إلى إمبريالية وجيوش كما كان الحال في عهد الداي.. بل يحتاج وفقط إلى بلاغ من الكونغرس الأمريكي أو الجمعية الفرنسية أو البرلمان البريطاني.. وفي أحسن الحالات إلى قرار من مجلس الأمن.. فحالنا الآن أسوأ من حال الداي.. ولا وجه للمقارنة!