كشف رئيس الفيدرالية الوطنية لأولياء الأطفال المعوقين ذهنيا بوهران، بن عيسى نور الدين، عن إعادة تفعيل نشاط هذا التنظيم الاجتماعي لفئة المعوقين ذهنيا، والذي كان مجمدا منذ سنة 1974 لانعدام الدعم المادي والمعنوي من قبل القائمين على الوزارة الوصية، والتي أدارت ظهرها لسنوات لهذه الشريحة بعدما أصبحوا متشردين ومتسولين في الشوارع، وذلك لانعدام التكفل الحقيقي بهم. أوضح بن عيسى قائلا: “أصبحت هذه الفئة خارج التغطية رغم أنها تحيي أعيادها الوطنية والعالمية في كل الدول بإعادة الاعتبار ومساعدة المعوقين لدمجهم في المجتمع، إلا أن القائمين على أمور المعوقين عندنا لا يتذكرون هده الفئة إلا في المناسبات بتوزيع بعض الحلويات وكفى.. وكأن الشخص المعاق لا ينقصه شيء”، مشيرا إلى عدم استفادتهم من منحة معتبرة تؤمن مصاريفهم اليومية، والتي لا يستفيد منها إلا الأشخاص المعاقون بنسبة 100 ٪، حيث يسلم لهم مبلغ قدره 3000 دج لا يكفي - كما يضيف محدثنا - لشراء حفاظات لهم، ناهيك عن تكاليف الدواء والنقل والغذاء وغيرها من المستلزمات التي يتحملها أولياء المعوقين في ظل نقص المداخيل أو انعدامها في اغلب الأحيان، خاصة أن مصاريف المعاق كبيرة.. وقال بن عيسى في تصريحه:”من أجل إعادة الاعتبار لهذه الشريحة من المعوقين، نقوم اليوم بتحريك نشاط الفيدرالية الوطنية كمبادرة ظلت غائبة لسنين بعدما عجزت الفيدرالية عن إسماع صوتهم للمسؤولين”، مضيفا: ”أمام ثقل المسؤولية الأولياء المعوقين وحاجتهم للمساعدة فإننا نقوم بتفعيل نشاط الفيدرالية ونطالب بوضع قانون خاص يحمي حقوق ويحافظ على الشخص المعاق دون أن يمد يده للغير، إلى جانب المطالبة بفتح مراكز للتكفل بالمعاقين خاصة المعاقين ذهنيا لما يعانيه هؤلاء من إهمال وضياع”. وأشار الى أن عدد المعوقين ذهنيا بوهران يفوق 8000 معوق، وبولاية معسكر ومستغانم 2000 معوق ذهنيا، منهم المصابون بداء التوحد وتريزوميا وغيرهم من الفئات الأخرى، والذين أصبحوا اليوم متشردين في الشوارع نتيجة غياب مراكز بيداغوجية تساعدهم على الاندماج في المجتمع، خاصة أن هناك فئة قليلة يسمح لها بالإقامة في المراكز المتواجدة بولايات الوطن على أن لا تتجاوز أعمارهم 18 سنة..