بابا أحمد يحرم العمال المهنيين من مستحقات التطاير لم تبدو علامات الارتياح على وجه أكثر من نصف مليون تلميذ في اليوم الثاني من امتحانات البكالوريا، مثلما كانت عليه في اليوم الأول، حيث اشتكوا من صعوبة مواضيع الرياضيات، وأن رآها أساتذة الاختصاص عادية ومقبولة، وأجمعوا على أن المواضيع المطروحة كانت في مستوى الشهادة، التي عرفت تراجعا في السنوات الماضية، في وقت عاد فيه جو التوتر ليطغى على القطاع بعد تراجع وزارة التربية عن وعودها حيال العمال المهنيين المشاركين في تأطير البكالوريا والامتحانات الرسمية، من خلال عدم دفع مستحقات التسخير. واصل أمس الإثنين نصف مليون تلميذ، لليوم الثاني، امتحانات شهادة البكالوريا، في أجواء ميزها الإحباط والبكاء أمام مراكز الامتحانات التي وقفت عليها ”الفجر” في جولة استطلاعية ببلدية باب الوادي، وحي أول ماي بالعاصمة، حيث طغت أجواء الحزن على جل المترشحين الذي خرجوا من قاعات الامتحان قبل نهاية الوقت المحدد، وذلك بسبب صعوبة المواضيع المطرحة في مادة الرياضيات، حسبما أكده تلاميذ النهائي شعبة الآداب، على مستوى مركز الأمير عبد القادر، وكذلك مترشحو مركز ابن الناس الذي اجتاز فيه تلاميذ شعبتي التسيير والاقتصاد وشعبة الرياضيات تقني، وقالوا ”إن المواضيع لم تكن أبدا سهلة، إلا في بعض التمارين التي لا تحمل العديد من النقاط”. وما زاد من صعوبة المواضيع وفق ما صرح به ممتحنو مركز الإدريسي هو النظام المعتمد، حيث أوضحوا أنهم من الطلبة الأحرار، ودرسوا بالنظام القديم، ما شكل لهم صعوبة في التأقلم مع النظام الجديد خاصة في المواد العلمية، أين أصبحت الرياضيات تحل بالطريقة الفرنسية، وهو ما اعتبروه ”ظلما في حقهم”. غيابات في الأساتذة ومراكز تحرم المترشحين حتى من المرحاض واغتنم الممتحنون الفرصة ليشكو ظروف اجتيازهم الامتحان على مستوى مركز ابن الناس بحي أول ماي، فبسبب الحراسة المشددة لم يسمح لهم بترك مقاعدهم ولا حتى بالذهاب إلى المرحاض، في ظل عدم توفير لهم حتى مياه الشرب التي كانت متوفرة ولم تمنح للمترشحين الذين هم أولى بها، وهو الذي أثر على التلاميذ وترك العديد منهم الامتحان للخروج، وهذا في ظل غيابات الأساتذة، أين بقي التلاميذ ينتظرون حضور من يعوضهم إلى غاية 8.30 تقريبا. وفي محاولة منا لأخذ رأي المختصين في المجال حول صعوبة مواضيع اليوم الثاني مقارنة باليوم الأول، أكد حمتات عبد القادر أستاذ الرياضيات على مستوى ثانوي محمد البجاوي بابا الزوار، أن المواضيع كانت في متناول تلاميذ النهائي، ولم تكن أبدا صعبة بالنسبة لشعب العلوم الطبيعية والآداب، مؤكدا أنه اطلع عليها وكانت عادية في مستوى الشهادة، موضحا أن أسباب عدم إجابة الممتحنين عليها، كونهم يحبون الأسئلة المباشرة والسهلة جدا. وأكد رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”السناباست”، مزيان مريان، الذي أشاد بالمواضيع المطروحة والتي تعيد للبكالوريا مستواها الحقيقي، مؤكدا استحالة إجابة كل التلاميذ على المواضيع المطروحة، ولكن التلميذ النجيب يمكن له أن يحصل على معدل 16 من 20 بسهولة، في حين أن الذي هو فوق المتوسط يمكن له بسهولة أن يحصل على معدل 12. 2400 مترشح يغيبون عن البكالوريا بباتنة كشف المكلف بالإعلام لدى مديرية التربية بباتنة ل”الفجر”، أن اليوم الأول من امتحانات شهادة الباكالوريا قد سجل فيه غياب أزيد من 2400 مترشح أغلبهم من الأحرار، مضيفا بأنه لم تسجل أية تجاوزات من طرف المترشحين عبر مراكز الامتحان ال71. وتبعا لما تقدم، أكد المتحدث أن نسبة الغياب لدى الأحرار قاربت ال30 بالمائة، فيما سجل غياب 138 متمدرس نظامي، وحسب القانون المعمول به، فالغائبون يقصون تلقائيا من الامتحان ولا يسمح لهم بدخول المراكز في باقي المواد. وعلى صعيد التأطير فقد تم تسجيل غياب 28 مؤطرا، فيما وفرت مديرية التربية للمترشحين البعيدين عن مقرات سكناهم الإيواء والإطعام، كما أكد المصدر أنه لا يوجد بباتنة مراكز امتحان بالمستشفيات. الأساتذة الحراس بمركز مصطفى خالد بتيارت يقاطعون الوجبات وقرر، نهار أمس، الأستاذة الحراس بمركز مصطفى خالد الكائن بحي زعرورة بمدينة تيارت، مقاطعة وجبة الغداء، وذلك بسبب سوء الوجبة المقدمة وقلة كميتها وسوء الاستقبال، حسب ما كشف عنه هؤلاء الأساتذة والذين طالبوا تدخل الجهات الوصية، وهو ما تطلب تدخل ممثلي مديرية التربية للوقوف على الوضع، حسب ما كشف عنه المكلف بالإعلام على مستوى المديرية. وفي سياق ذي صلة، شهدت بعض مراكز الإجراء، نقصا في توفير الماء عبر بعض المراكز ببلدية السوڤر أول أمس وبعض المراكز بعاصمة الولاية أمس، وهو ما تطلب تدخل مسؤولي مديرية التربية لحل المشكل. بابا أحمد يهدد بزيارات مفاجئة للمؤسسات لمتابعة طريقة تسييرها وكان وزير التربية عبد اللطيف قام أمس بزيارة إلى مركز الامتحان بمتوسطة عبد المجيد مزيان بالمحمدية بالجزائر العاصمة للوقوف على أجواء تحضيرات اليوم الثاني من امتحانات شهادة البكالوريا (دورة جوان 2013)، وقد أشرف الوزير بالمناسبة على عملية فتح ظرف امتحان مادة الرياضيات (شعبة آداب وفلسفة)، كما زار عددا من الحجرات للاطمئنان على السير الحسن لهذا الامتحان المصيري، وقد اغتنم الوزير هذه المناسبة ليقدم بعض النصائح للمترشحين، داعيا إياهم إلى التركيز وقراءة الأسئلة جيدا قبل الشروع في الإجابة. وأشار بابا أحمد إلى أنه ”تم تسخير نفس الإمكانيات البشرية والمادية بجميع المؤسسات من أجل ضمان السير الحسن للامتحانات”، وهذا قبل أن يتعهد من جهة أخرى بالقيام بزيارات مفاجئة للمؤسسات التعليمية في إطار متابعة تسيير قطاعه. ويأتي هذا في الوقت الذي اتهمت اللجنة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين وأعوان الأمن والوقاية المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين الوزير بعد تلبية وعوده، واتهمته بأنه تراجع عن دفع مستحقات العمال المهنيين المشاركين في تاطير امتحان البكالوريا، وهو ما استنكرته اللجنة ونددت بشدة تنصل الوصاية من الاتفاق الذي تم في محضر رسمي بينها وبين النقابة فيما يخص الاستفادة من مستحقات التسخير في مختلف الامتحانات الوطنية. وقال رئيس اللجنة وزاعي نبيل في بيان استلمت ”الفجر” نسخة منه أنه ”في الوقت الذي كنا نظن أن وزير التربية سيدافع عن ملف هذه الفئة أمام الحكومة كما وعد وصرح به عدة مرات، تفاجأنا بعدم إدراجها في البطاقة الفنية للامتحانات وهذا دليل على تلاعب الوصاية وعدم أخذ مطالب فئة الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين وأعوان الأمن والوقاية مأخذ الجد، وهذا لا يزيدنا إلا إصرارا لافتكاك حقوقنا المشروعة بالتضحية والنضال الدائم”. وعاد المتحدث إلى مختلف مطالبهم والتي على رأسها ”رفض الزيادة الهزيلة والمقدرة 10٪ التي لا تسمن ولا تغني من جوع، والاستفادة من مستحقات التسخير في مختلف الامتحانات الرسمية، والتمسك بما تم الاتفاق عليه مع وزارة التربية في اجتماع 24/ 05/ 2012، والتمسك إدماج المهنيين ضمن السلك التربوي لعلاقتهم المباشرة بالعملية التربوية ”. غنية توات/ طارق. ر/ عبد القادر بلعبيد