l عمليات ”الذئاب المنفردة” تؤرق الأجهزة الأمنية في أوروبا حذّر الخبير في الشؤون الأمنية، أحمد ميزاب، من تداعيات عودة المقاتلين الأوروبيين من الأراضي السورية والعراقية إلى أوروبا، وتداعيات عودتهم على الجزائر، في ظل سعي الحكومات الغربية لإرجاع المهاجرين المغاربة ممن صنفوا في قائمة الإرهاب والتطرف لبلدانهم الأصلية على غرار الجزائر. اعتبر أحمد ميزاب، أمس، في تصريح ل”الفجر”، أن هذه المسألة - عودة الأوروبيون إلى بلدانهم بعد المشاركة في العمليات الإرهابية لتنظيم داعش في سوريا والعراق - قد يكون لها تأثير غير مباشر على الجزائر، في وقت أصبحنا في الآونة الأخيرة نتحدث حول مسالة يتم تداولها في أوروبا وهي إعادة المهاجرين إلى دولهم الأصلية، وهو ما يشكل حسبه أحد التعقيدات بالنسبة الأمنية بالنسبة للجزائر، لأن عودة أولئك المهاجرين في ظل غياب قواعد بيانات محددة لطبيعة هؤلاء العائدين قد تكون من بين الأشياء التي تهدد أمن الجزائر، لذا وجب اتخاذ التدابير أو على الأقل إجراءات احترازية حسب تقديراته. وأشار الخبير الأمني إلى أن الجزائر بلد يعي جيدا أن الخطر الإرهابي غير مرتبط بالحدود وإنما هو ظاهرة عابرة للأوطان، وعلى هذا الأساس فالتدابير المتخذة في الجزائر هي تدابير لمعالجة ومحاربة الظاهرة سواء على جميع المستويات بما فيها وضع احتمالات متعددة. وفي رده على سؤال حول احتمال وجود أوروبيين من أصول جزائرية ضمن العائدين إلى بلدانهم، لم يستبعد الخبير الأمني الأمر، على اعتبار أن العائدين إلى بلجيكا مثلا من أصول مغاربية وهو ما قد يكون له انعكاس سلبي على أمن واستقرار البلاد. وبخصوص العمليات الإرهابية التي تعيشها أوروبا ككل وفرنسا تحديدا، خاصة بعد الإعلان عن عودة 271 من رعاياها من سوريا والعراق، على غرار ما حدث أمس من عملية دهس لجنود فرنسيين في ضواحي باريس، قال ميزاب ”لا نربطها بشكل كبير بعودة المقاتلين وبطبيعة العمليات التي تكتسي صفة العمل الإرهابي الفردي الذي أضحى موجة بدأت تتنامى في الآونة الأخيرة في أوروبا، وكذلك في بعض المناطق العربية”، باعتبار أن تضييق الخناق وكذلك تصويب كل الأجهزة الأمنية نحو رصد الأحزمة الناسفة وكل محاولة استخدام الأسلحة دفع بالتنظيمات الإرهابية إلى اتباع أسلوب آخر، وهو الاعتماد على العمليات الفردية، حيث باتت توظف وسائل بسيطة تكون معقدة مثل عملية الطعن بالسكين، أو غيرها من العمليات التي يمكن لها أن تحقق صدى للمجموعات الإجرامية، ويصعب اكتشافها من قبل الأجهزة الأمنية باعتبار أنها لا تعتمد على أجهزة أو أسلحة معينة. وأضاف المصدر أن هذا الأمر ”قد يكون معزولا عن عودة الإرهابيين إلى الدول الأوروبية”، لكن السؤال المطروح اليوم في منظور ميزاب هو هل عاد أولئك وهم محملون ببرنامج عمل أم أنهم سيقومون بعمليات التعبئة والتجنيد على المستوى المحلي، أم أنهم سيتعرضون ل”التهجير من أوروبا”؟ وهل هم من أصول ومن مناطق أخرى غير أوروبية؟ وكل هذه التساؤلات يجب أن تؤخذ في الحسبان لمواجهة هذه الفئة على حد تعبيره.