تفاجأت العديد من العائلات، اول امس، يوم انطلاق الاضراب بغلق المخابز، ما دفع بالعديد من ربات البيوت التشمير على سواعدهن لاعداد الخبز المنزلي، لاسيما المطلوع و الكسرة ، وهو ما كشفت عنه البعض ممن التقت بهن السياسي خلال جولتها الاستطلاعية. استغلت العديد من الامهات وربات البيوت اضراب المحلات التجارية يوم 10 مارس للعودة الى التقاليد القديمة بعدما تخلت الكثير عنها، وهذا بالتشمير على سواعدهن وتحضير يوميا الكسرة ، المطلوع ، الغرايف ، والتي تنفرد بمذاق لذيذ، خاصة خلال هذه الأيام الباردة، ويُقدم في كل المناسبات ومع كل الأطباق. وقد عادت الكسرة و المطلوع إلى الواجهة، بعد أن سجلت غيابا مثيرا عن موائد الكثير من العائلات في السنوات الأخيرة، وذلك لأسباب عديدة منها عدم إلمام الجيل الجديد بأهمية الدور الذي تلعبه تلك الوجبات الأصيلة، وابتعاد فتيات جيل اليوم عن تعلّم إعدادها بسبب انشغالهن بالتعليم والوظيفة، وتوجه أغلبية العائلات إلى شراء مختلف أنواع الخبز. وتعتبر الكسرة و المطلوع التي تطهى في طاجين الطين وطعمها أفضل بكثير من خبز المخبزة من أنواع الخبز الشعبي والمحبوب لدى معظم العائلات، كونها وجبات مشبعة ومفيدة للصغار قبل الكبار، لكن كثيرا من النساء العصريات لا يجدن تحضيرها، وهذا رغم أن التقاليد المتوارثة تشجع الفتيات على تعلم فن الطبخ التقليدي، ولهذا أصبحت تباع في الأسواق والمخابز، ورغم أن طريقة تحضيرها لم تتغير منذ قرون خلت، ولكن تراجع وجودها على المائدة يعود إلى توفر الخبز بأشكال مختلفة بعد أن كان نادرا. وتعمل العديد من النساء العاطلات عن العمل وحتى المسنات بالقرى والمداشر في إعداد الكسرة و المطلوع وبيعها لأصحاب المحلات التجارية والمطاعم للمساعدة في توفير مصروف العائلة. وللتذكير، نظم العديد من التجار والعمال إضرابا بالجزائر العاصمة ومختلف ولايات الوطن، بالتوازي مع مسيرات سلمية لتلاميذ المدراس. وجاء هذا الإضراب، الذي خفت حدته ومسيرات التلاميذ، تلبية لنداءات مجهولة تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعت إلى إضراب عام وتوقف عن الدراسة بداية من يوم الاحد، غير أن الدراسة جرت في العديد من الثانويات والمتوسطات بشكل عادي ولم يسجل اي اضطراب بها، حسب ما لوحظ بهذه المؤسسات الدراسية. ولقيت هذه النداءات المتداولة عبر الشبكات الاجتماعية استجابة لدى بعض التجار الذي أغلقوا محلاتهم، في حين أغلق آخرون محلاتهم خوفا من هذه المسيرات التي عرفتها العاصمة وعدة مناطق أخرى من الوطن. فبشرق البلاد، عرفت عدة ولايات مسيرات احتجاجية سلمية للتلاميذ والطلبة واستجابة كبيرة لدعوة الإضراب، كما هو الحال بقسنطينة، سكيكدة، عنابة، باتنة، الطارف وخنشلة، في أجواء سادها الهدوء ودون تسجيل أي حوادث مع تواجد أمني مكثف. وبولايات جنوب البلاد كورڤلة والوادي وغرداية والاغواط وأدرار وبشار، تم تسجيل حركات احتجاجية لطلبة الجامعات احتجاجا على القرار المفاجئ المتخذ من طرف الوزارة الوصية القاضي بتقديم العطلة الربيعية الجامعية. وشهدت نفس الولايات مسيرات سلمية ضمت طلبة جامعيين وكذا تلاميذ المؤسسات التربوية للطورين الثاني والثالث من التعليم، وذلك للمطالبة بالتغيير.