أجمع حرفيو الصناعة التقليدية، في تظاهرة نظمت ببومرداس، على ضرورة استحداث صندوق وطني موجه لدعم وترقية وتطوير مختلف منتجات الحرف التقليدية والحفاظ على ديمومة هذا الموروث الثقافي المادي عبر ولايات الوطن. وحث عدد من الحرفيين المشاركين في فعالية معرض النساء الحرفيات بالمركز الثقافي الإسلامي، على ضرورة استحداث وبعث مثل هكذا مشروع موجه لدعم الحرفي ومنتجاته المختلفة من الصناعات التقليدية، من خلال تقديم، ضمن هذا الصندوق، قروض مالية من دون فائدة تسترجع بعد إنتاج وتسويق المنتج. وفي هذا الإطار، أكد رئيس الفرع الولائي للفدرالية الوطنية للصناعة التقليدية، شارف محمد، في تصريح، على أهمية هذا المقترح بالنسبة للحرفيين الذين يترقبون تجسيده الميداني منذ فترة طويلة من أجل النهوض بهذا القطاع. كما عدد ذات المسئول الولائي لهذه الفيدرالية، التي تضم في صفوفها نحو 500 حرفي من أصل 7000 حرفي مسجل في غرفة الصناعات التقليدية بالولاية، جملة من المشاكل التي تعيق ترقية هذه الصناعة من أهمها تسويق المنتجات التقليدية وندرة المواد الأولية وغلاء أثمانها. ويعاني حرفيو الولاية كذلك، استنادا إلى نفس المصدر، من صعوبات أخرى تتمثل أهمها في مشكل الكلفة العالية للضرائب والتأمينات الاجتماعية التي أصبحت تثقل كاهلهم مع شح المداخيل وعدم منحهم المشاريع الصغرى الموجهة للحرفيين من طرف القطاع العام أو مؤسسات القطاع الخاص، وكذا عدم احترام ما تنص عليه القوانين في المجال. كما يعاني أصحاب هذه المهنة، حسب تصريح رئيس غرفة الصناعة التقليدية والحرف، يماني رضوان، من مشاكل تتمثل أبرزها في عمليات الاستيراد العشوائي لهذه المنتجات وعدم توفير الحماية للمنتجات المحلية وانعدام الدعم المباشر، وكذلك عدم تمكينهم من عقارات. ويلجأ عدد كبير من الحرفيين حاليا إلى تسويق منتجاتهم على حواف الطرقات السريعة، خاصة في فصل الصيف والبعض الآخر يسوق منتجاته بمنازله أو بأماكن ممارسة الحرفة، فيما تمكن عدد أخر منهم من كراء محلات تجارية لهذا الغرض. وأمام هذه المعوقات، عبّر عدد من الحرفيين والمتعاملين مع القطاع عن صعوبة الصمود في ظل غياب حلول سريعة لهذه المشاكل التي يعانون منها منذ سنوات. منشآت جديدة لترقية وإعادة الإعتبار للقطاع وأمام هذا الوضع، وضعت السلطات العمومية حلولا ملموسة لحل بعض هذه المشاكل من خلال برمجة إنجاز ثلاثة منشآت حيوية جديدة بغرض ترقية وتنظيم وإعادة الاعتبار للقطاع الذي يعرف نوعا من الركود بسب نقص الهياكل ومنشآت الإنتاج والعرض والتسويق. وتتعلق المنشأة الأولى بمشروع إنجاز مركز للصناعات التقليدية والحرف تجاوزت نسبة إنجازه 80 بالمائة ويرتقب دخوله حيز الخدمة نهاية السنة الجارية. ويضم هذا الفضاء التقليدي، الذي ينجز بنمط هندسي عربي إسلامي بوسط مدينة بومرداس، ورشات و فضاءات متنوعة لعرض وتسويق مختلف منتجات الحرفيين، إلى جانب التكوين وإقامة شتى النشاطات. وتتمثل المنشأة الأخرى في مركز للصناعات التقليدية بمدينة دلس، شرق الولاية، استكملت أشغال إنجازها مؤخرا ويرتقب دخولها الخدمة رسميا قريبا، بحيث يضع هذا المرفق الذي أنجز وفق نمط هندسي يمزج بين أصالة المنطقة والمعاصرة في متناول الحرفيين 18 محلا لممارسة مختلف نشاطات الإنتاج والترويج والتسويق، بالإضافة إلى قاعات وورشات موجهة للتكوين. ويرتقب أن تنصب جهود القائمين على هذه المنشأة على التكوين وترقية وإعادة الاعتبار لحرفة صناعة السلالة التقليدية التي تشتهر بها المنطقة وتحسين نوعية وجودة المنتجات الفنية الناجمة عن هذه الحرفة التقليدية (السلالة) التي تتمتع بخصوصيات محلية ومعظم موادها نفعية وصحية وطبيعية وصديقة للبيئة. أما المنشأة الثالثة، فتتعلق بمركز الصناعات التقليدية والحرف ببلدية برج منايل شرقا انتهت أشغال انجازه مؤخرا ويرتقب دخوله حيز الخدمة رسميا قريبا، بحيث يضع في متناول الحرفيين 15 محلا أو فضاء لإنتاج وعرض وتسويق مختلف المنتجات التقليدية إضافة إلى قاعات للورشات والتكوين.