أدانت جمعيات صحراوية وإسبانية وبرازيلية محاولة الاحتلال المغربي مصادرة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، مذكرة بأنه المالك الشرعي الوحيد لأرضه وفق ما تؤكد عليه الأممالمتحدة ومحكمة العدل الدولية والاتحاد الإفريقي. وفي مذكرة بعثت بها إلى مجلس الأمن الدولي، دعت منظمة تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية "كوديسا" إلى حماية حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، محذرة من خطر حرمان الشعب الصحراوي من حقوقه وتأثيره على استقرار منطقة المغرب العربي والساحل. وشدّدت المنظمة على أن الشعب الصحراوي يرفض تكريس الواقع الاستعماري ويتمسك بحقه غير القابل للتصرف والمساومة في تقرير المصير ويطالب بتصفية الاستعمار وفق ما تؤكد عليه الشرعية الدولية، مبرزة التزامات الدول الأعضاء في هذا الصدد وأن أي تسوية يجب أن تتضمن آلية خاضعة لإشراف دولي لتحديد إرادة الشعب الصحراوي. من جانبها، أدانت جمعية أصدقاء الشعب الصحراوي في مدينة بورغوس الاسبانية، في بيان لها، مناورات الاحتلال المغربي ومحاولاته فرض الواقع الاستعماري في الصحراء الغربية. وأكدت أن هذا الفرض غير قانوني وغير أخلاقي ومخالف للقانون الدولي. وذكرت في ذات السياق بأن الشعب الصحراوي كان ولا يزال المالك الشرعي الوحيد لأرضه، حيث استدلت بما أقرته الأممالمتحدة ومحكمة العدل الدولية والاتحاد الإفريقي من أن "الصحراء الغربية ليست جزءا من المغرب" وأن شعبها لديه "الحق غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال". وأبرزت أن الشعب الصحراوي من مخيمات اللاجئين والأراضي المحتلة والمنفى يرفض الاستسلام، منبهة إلى أن "كل يوم يمر دون حلّ عادل يشكل جرحا غائرا في ضمير العالم" وأنه "يجب التحرك لأن الصمت تواطؤ واللامبالاة تطيل أمد الاحتلال". وطالبت نفس الجمعية بلادها، باعتبارها القوة الإدارية بتحمل مسؤوليتها التاريخية والقانونية تجاه الشعب الصحراوي وبضرورة تطبيق قرارات الأممالمتحدة وإنهاء الاحتلال المغربي عن طريق تنظيم استفتاء حر ونزيه وشفاف دون تأخير للسماح للشعب الصحراوي بتقرير مستقبله. وشدّدت الجمعية الاسبانية على أن "الصحراء ليست للبيع، بل يجب الدفاع عنها". وأضافت بأن "تقرير المصير غير قابل للتفاوض ويجب ضمان الحرية والعدالة للشعب الصحراوي". كما طالبت جمعية التضامن مع حق تقرير المصير للشعب الصحراوي في البرازيل ب«احترام الحق في تقرير المصير السياسي والاجتماعي والاقتصادي للشعب الصحراوي وضمان استغلال الثروات والموارد الطبيعية في الصحراء الغربية تحت إدارته"، إلى جانب "الإفراج الفوري عن المعتقلين الصحراويين في سجون المغرب". وأدانت جمعية "باهيا" من أجل الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، في بيان لها، المحاولات الهادفة إلى "شرعنة" الاحتلال المغربي للصحراء الغربية التي هي ملك للشعب الصحراوي وحده، داعية أعضاء مجلس الأمن الدولي الى "تحمل مسؤولياتهم والعمل من أجل التوصل إلى مفاوضات بين جبهة البوليساريو وحكومة المغرب بهدف التوصل إلى حلّ سلمي عادل ودائم يضمن الاستقلال وسيادة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على أراضيها". وفي سياق ذي صلة، أعلنت 13 هيئة حقوقية ونقابية وسياسية في البرازيل عن تنظيم وقفة احتجاجية، اليوم، ضد محاولات القفز على الشرعية الدولية ومصادرة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والمطالبة بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.