فضح المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء الحكومي مجددا تكذيبات النظام المغربي بوجود علاقة تجارية قوية بين البلدين، حيث تستورد المغرب الملايير من عند الصهاينة سنويا، وهو ما يساهم في إنعاش المحتل الإسرائيلي اقتصاديا ومنه تمويله وتقويته ضد أهالي فلسطينالمحتلة، وبالرغم من الرفض الشعبي الكبير لأي نوع من التطبيع مع الإسرائيل من طرف المغاربة، إلاَّ أن الملك محمد السادس يسير على نفس خطى والده بل تعدى ذلك من خلال مواصلة إنعاش الإقتصاد الصهيوني، فيما يؤكد المتتبعون أن كلا الدولتين تتشابه من حيث سياسته الاستعمارية وهو ما يعني أن التعاون بينها سيواصل انتعاشه. كشف المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء الحكومي من خلال نشر الإحصائيات المحينة شهريا الخاصة بالمعاملات التجارية بين الدولة العبرية وباقي دول العالم، تفاصيل أسرار تجارة بالملايير بين المخزن والصهاينة، يأتي ذلك تزامنا مع مواصلة الحكومة المغربية نفي أيَّة علاقة بين الرباط وتل أبيب، خوفا من تصاعد الإحتقان الشعبي خاصة وأن الشعب المغربي غير راضٍ عن العلاقات المنتعشة بين بلاده وإسرائيل والتي تساهم في إنعاش اقتصاد الصهاينة مما يزيد من قوتهم الاستعمارية ضد الشعب الفلسطيني، حيث هددت فعاليات من المجتمع المغربي بالخروج للشارع لدفع النظام المغربي للتراجع عن دعم إسرائيل ونصرة القضية الفلسطينية، خاصة وأن المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء الحكومي رصد نموا مستمرا للمبادلات التجارية مع المغرب خلال الشهور الثمانية عشر الأخيرة. وكشفت البيانات المفتوحة أمام العموم في إسرائيل وباقي دول العالم أن قيمة المبادلات التجارية بين الرباط وتل أبيب، إلى حدود منتصف العام الجاري، بلغت في ظرف 18 شهرا ما يربو عن 52.3 ملايين دولار، وشملت الواردات والصادرات في الاتجاهين، وأبانت هيئة المحتل الإسرائيلي التابعة لرئيس الحكومة العبرية، المكلفة بالإحصائيات التجارية والسياحية من وإلى إسرائيل، انتعاشا لافتا للصادرات المغربية نحو هذا البلد في الشهور الثمانية عشر الأخيرة، ابتداء من شهر جانفي 2015 وإلى حدود شهر جوان المنصرم، إذ بلغت 24.3 ملايين دولار، بعدما سجلت مستوى متدنيا في 2014، لم يتجاوز 6.6 ملايين دولار. الأمر نفسه ينطبق على الواردات المغربية من إسرائيل، التي بلغت في الفترة الممتدة ما بين بداية سنة 2015 وأواخر شهر جانفي المنصرم ما يربو عن 28 مليون دولار، وهو مؤشر على تحسنها في الفترة الأخيرة بعد تسجيلها نوعا من الركود في 2014. وواصل المغرب احتلال مراتب متقدمة في لائحة شركاء إسرائيل التجاريين في إفريقيا، وراء جنوب إفريقيا، التي استوردت من إسرائيل ما يزيد عن 38 مليون دولار من البضائع في النصف الأول من العام الجاري؛ فيما صدرت ما يربو عن 110 ملايين دولار نحو تل أبيب في الفترة نفسها، كما جاءت الرباط وراء القاهرة في لائحة شركاء إسرائيل التجاريين الأفارقة، إلى جانب موريتانيا وإثيوبيا وأوغندا وغانا، وفي وقت يحتاج فيه اخواننا لفلسطين لكل شكل من أشكال الدعم يتوجه المغرب بدعمه للمحتل الصهيوني.