ندد الناطق باسم اللجنة الجزائرية لدعم صمود سوريا واليمن والمقاومة جمال بن عبد السلام بالعدوان الثلاثي الاخير على سوريا و قال إن هدفه هو اسقاط النظام السوري المقاوم و الرد على انتصارات محور المقاومة مع الاتيان بنظام عميل يسهل تطبيق الاجندات الغربية القذرة في المنطقة العربية . و قال بن عبد السلام الذي يرأس جبهة الجزائر الجديدة في حوار ل السياسي إن الموقف الجزائري من العدوان على سوريا جاء مشرفا ،عكس مواقف دول الخليج و تركيا التي جاءت مخزية و اثبتت لمرة جديدة بحسبه ان هذه الانظمة عميلة للغرب . وفيما يخص الملف الداخلي فتح زعيم حركة الاصلاح الاسبق النار على الاحزاب المحسوبة على التيار الاسلامي في الجزائر حينما قال إن تحالفاتهم ظرفية و لا تعدو ان تكون زوبعة في فنجان . ما تعليقكم على العدوان الثلاثي الاخير على سوريا، و كيف ترون تأثيره على أمن المنطقة العربية ؟ نحن نندد بقوة بهذا العدوان الغاشم على دولة سوريا ، و نعتبر بان هذا القصف ارتكبته دول استعمارية ظالمة ضد دولة عضو في منظمة الاممالمتحدة ،و لذلك يعد خرقا للقوانين و المواثيق الدولية ،كما نناشد من كل احرار العالم الوقوف صفا واحدا ضد الغطرسة الامريكية و الفرنسية و البريطانية و تقديم كل اشكال الدعم للشعب السوري المستضعف. و نعتبر في السياق ان المنطقة برمتها على اعتاب الهاوية بسبب سياسات الدول الغربية التي تريد من خلالها فرض شروطها في المنطقة العربية ،فبعدما عجزت عن فعل ذلك بواسطة القوة العسكرية الغير مباشرة أي عن طريق تجنيد داعش و اخواتها من الجماعات الارهابية ،هاهي الدول الغربية بقيادة امريكا تتولى المهمة بدلا عن الجماعات الدموية التي صنعتها لزعزعة استقرار دول المنطقة. الغرب تولى مهمة الارهاب بدلا عن داعش ما هو مستقبل ما يسمى بمحور المقاومة بعد هذه الضربة العسكرية على سوريا؟ المقاومة كمحور هو الآن يتقوى و يزداد قوة و هو في اعلى درجات الجهوية العسكرية لانه حقق انتصارات كبيرة جدا على ارض الميدان خلال الفترة الاخيرة ، و هذا ما يفسر العدوان الثلاثي الاخير على سوريا ،حيث اضطرت امريكا و حلفاءها الى التدخل العسكري المباشر نتيجة الى ما وصل اليه محور المقاومة من قوة و انتصارات ،جعلت موازين القوى تميل الى صالحه . و ارى بان الضربات الثلاثية الاخيرة لا تؤثر بشكل كبير على موازين القوى في الارض ،رغم انها تشكل اضرارا مادية ،لكنها لا تغير من المعادلة شيئا بفعل تواصل الانتصارات المحققة انطلاقا من غزة مرورا بدمشق و وصولا الى جنوبلبنان . اعتقد ان الهدف من هذه الضربة هو اسقاط النظام السوري المقاوم ،و تنصيب نظام عميل محله ، لكن لا اتوقع حدوث هذا السيناريو لان النظام السوري قوي و يسيطر على 65 بالمائة من الاراضي السورية ،و باقي المناطق تسقط كأحجار الدومينو كل يوم . اما بالنسبة للغرب فأرى انهم لا يستطيعون الذهاب للمواجهة العسكرية المفتوحة و الشاملة لأنهم غير مستعدين للخسائر البشرية و لذلك فكل ما جرى زوبعة في فنجان و محور المقاومة انتصر. العملية السياسية في سوريا مؤجلة ..لهذه الاسباب -كيف تتوقعون مصير العملية السياسية في سوريا بعد الضربة العسكرية المشتركة ؟ و ما هو المطلوب الآن من الفرقاء السوريين ؟ العملية السياسية في سوريا مؤجلة لان كل الاطراف تريد تحسين موقعها في الميدان العسكري ،كما ان النظام السوري يسعى حاليا لتحرير مناطق سوريا من قبضة الجماعات الارهابية في جنوبدمشق و الغوطة و درعا و غيرها ،و يريد تحقيق مزيد من النجاحات ، كما ان تركيا تريد تحسين موقعها مع الجماعات الموالية لها في الميدان ،ثم بعد ذلك كل يذهب للمفاوضات و يحاول تجسيد انتصاراته العسكرية الى مكاسب سياسية. تباينت ردود الفعل العربية على الضربات العسكرية التي وجهتها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا، على سوريا، هل لك ان تشرح لها دوافع تبني بعض الانظمة العربية لمواقف وصفت ب المخزية ؟ فعلا لقد كانت المواقف العربية من العدوان الثلاثي على سوريا متباينة ،فكان الموقف العراقي و اللبناني و الجزائري جيدا و متوازنا ،اما الموقف المصري فكان وسطيا،لكن باقي الانظمة و خاصة دول الخليج فقد دعمت العدوان و المؤامرة و صفقت له و مولته ،و لذلك فهي جزء من الازمة السورية و نفس الامر مع تركيا التي تعتبر جزء من حلف شمال الاطلسي رغم تقاربها مؤخرا مع ايران . أطلقت السعودية اسم القدس على الدورة الاخيرة للجامعة العربية المنعقدة في الظهران ،الا تعتقد بأن هذا الوصف هو صورة مثيرة للسخرية خصوصا من قبل بعض الدول المتآمرة على القضية الفلسطينية ؟ انا اعتبر انظمة دول الخليج و على رأسها السعودية دولا عميلة للغرب و ادت و لا تزال تؤدي لها خدمات جليلة و تشارك في مؤامراتها و اجنداتها القذرة ،و هي رهن اشارة امريكا ،و لا ننتظر منها موقفا قوميا مشرفا بخصوص القضية السورية او الفلسطينية او غيرها ،لأنها اعتادت على العمالة منذ نشأتها . -كيف وجدتم الموقف الجزائري الرسمي من هذا الاعتداء الخارجي الصارخ على الشعب السوري؟ الموقف الجزائر مشرف بالمقارنة مع دول الخليج و مصر،لكن اعتقد ان بلادنا اكتفت بالحد الادنى و لم تصل إلى المستوى الرفيع في المواقف و التي تحتاج على تحركات في مختلف الاتجاهات و المستويات للتأثير على قرارات دول الغرب و ابعاد شبح العدوان على المنطقة. ماهو المطلوب من الدبلوماسية الجزائرية لدعم سوريا ،بصفتها دولة رائدة في التوسط لحل العديد من الازمات الاقليمية و الدولية ؟ المطلوب من الجزائر في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها سوريا هو الوقوف معها دبلوماسيا و سياسيا و اعلاميا في المحافل الدولية و العمل على وقف العدوان في اسرع وقت ممكن و المرافعة لفسح المجال امام الحوار و جمع شمل السوريين. بالعودة للشأن الداخلي ، ماهي قراءتكم للوضع السياسي مع بداية العد التنازلي لرئاسيات 2019؟ اعتقد بأن اختزال المشهد السياسي في الجزائر مؤخرا بالحديث عن العهدة الخامسة من عدمها يدل على الانغلاق و الانسداد الحاصل في الساحة ،و كان من المفروض ان يكون النقاش على مستوى آخر لكن عدم وجود اسماء اعلنت على نيتها الترشح للرئاسيات المقبلة و الغموض الحاصل حول مرشح السلطة ،جعل من النقاش ينتقل من البرامج الى النوايا ،و هي صورة جامدة تؤثر على صورة العمل السياسي في الجزائر و تزيد من نسبة العزوف الشعبي . هل فصلت جبهة الجزائر الجديدة في موقفها من الرئاسيات المقبلة ؟ و ماهي الخيارات المطروحة امامكم قبيل هذا الموعد المفصلي؟ نحن لحد الآن في الجبهة لم نفصل في الخيارات المطروحة بالنسبة للرئاسيات المقبلة لأنه استحقاق مفصلي و له وزن كبيرو حساسية أكبر و من هذا المنطلق فنحن في مرحلة متابعة المعطيات و النقاش على المستوى القاعدي في الموضوع و لم نصل بعد للحسم بالمشاركة او المقاطعة . في اطار التحركات الجارية لتوحيد الاحزاب المحسوبة على التيار الاسلامي في الجزائر، هل تلقى حزبكم أي اتصالات في هذا السياق، و ما موقفكم من هذه التحركات ؟ نحن في جبهة الجزائر الجديدة لم نتلقى لحد الساعة أي اتصالات للانضمام لاي من التحالفات الاسلامية و غيرها ،كما ان موقفنا منها لا يبنى بالاحتمالات ، بل بالتشاور ففي حال عرض علينا اقتراح بالتحالف ندرسه على مستوى مؤسسات الحزب و نفصل فيه بما يراه اغلبية المناضلين . بالمقابل اعتقد بأن تجارب الوحدة و التحالف تتكرر عند كل استحقاق و تفشل في كل مرة ،و لذلك فهي لا تعدو ان تكون زوبعة في فنجان .