كشف الفنان المسرحي هواري بوزبوجة، عن التحضير لإنشاء فرقة مسرحية لفئة الصم البكم، ستكون الأولى من نوعها في الجزائر، وهذا بعد نجاح عرض قدمه بوهران مؤخرا، مبدعون من ذوي الهمم حمل عنوان «نسمات فلسطينية». وأضاف محدثنا، أن فكرة العمل مع فئة الصم البكم بدأت بعد أن اتصلت به رئيسة مصلحة البيداغوجيا والتربية بمدرسة الأطفال المعاقين سمعيا واري ناصر، بوهران، لتحضير نشاط فني بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم في ظرف شهرين العمل على المشروع بمساعدة الفنان والمخرج المسرحي سعيد ميسوم، و المختص في لغة الإشارة مهدي بن عطية، الذي كان وسيطا بين المؤطرين و المؤدين للأدوار، حيث تم اختيارهم بعد فترة تكوينية سريعة وهم تسعة أطفال من تلاميذ المدرسة تتراوح أعمارهم ما بين 7 و16 سنة، لديهم موهبة في التمثيل. وكانت التدريبات الأولية على عرض مسرحي صامت موجه للجمهور العادي مدته 15 دقيقة، كما قال، وهو عمل يحكي عن فلسطين منذ النكبة ووعد بلفور، إلى طوفان الأقصى و مراحل تطور المقاومة الفلسطينية من الرمي بالحجر إلى استعمال الأسلحة المتطورة. وأبرز المؤطر ، أنه استعمل تقنية جديدة في التعامل مع فئة الصم البكم كي يتمكن من ضبط المشاهد المسرحية، منوها بأن كل فريق الإشراف على العرض المسرحي ساهم في نجاح التجربة، إلى جانب مدير المدرسة مريس محمد، ورئيسة المصلحة بخوش نوال، وقد كانوا يعملون تطوعا من أجل مساعدة الصغار على إبراز مواهبهم، مشيرا إلى أن الهدف القادم هو تحضير عرض جديد طويل ينتظر تقديمه على خشبة المسرح الجهوي بوهران. للعلم فإن الفنان المسرحي بوزبوجة هواري، من المختصين في المسرح الصامت، وسبق له عرض عدة أعمال في هذا الإطار مثل مسرحية « سيرك المهرجين» عن مهرج خاض تجربة قضاء يوم كامل وسط الطريق مثل شرطي المرور، وأثناء هذا اليوم مرت عليه عدة شخصيات تمثل حالات و ظواهر مختلفة ذات بعد وطني و آخر عالمي، يتفاعل معها هذا المهرج بطريقة مرحة. أما مسرحية «موزاييك 1» فتروي قصة شاب جزائري هاجر لأمريكا في 11 سبتمبر 2001، و اصطدم بالأحداث التي اهتز لها العالم وما ترتب عنها من انعكاسات وعنصرية ضد كل ما يرتبط بالإسلام، بينما شمل عرض «موزاييك2» مختلف الأحداث التي شهدها العصر الحديث مما جرى في البوسنة والهرسك، والعشرية السوداء في الجزائر وانتفاضة الأقصى وسقوط بغداد والربيع العربي، وأزمة كورونا و التغيرات والانقلابات في إفريقيا إلى غاية معركة طوفان الأقصى.
