كشفت فنانة الأغنية القبائلية نورية بأنها رغم انتمائها إلى الجيل الجديد، إلا أنها تعشق أغاني الفنانين القدامى حد النخاع و أكثر ما يشدها إليهم هي الموسيقى والكلمات المؤثرة التي لها وزنها وقيمتها في الوسط الفني، والتي لا يمكن لها أن تزول ، مشيرة إلى أن لكل فنان من الفنانين القدامى طابعه الخاص ويمكن لأي كان اكتشاف من هو صاحب الأغنية من الموسيقى قبل أن ينطق بالكلمات، عكس المغنيين الجدد الذين يتشابه أسلوبهم وطابعهم الغنائي. وقالت نورية في لقائها بالنصر ،أنها كثيرا ما تسمع روائع المرحومة شريفة ،والفنان طالب رابح ،وأكلي يحياتن ، و نورة و نوارة وغيرهم ،ما جعلها تتأثر بأعمالهم التي ستبقى، حسبها، خالدة لما لها من قيمة عالية ، فهي تميل أكثر إليهم عكس فناني جيلها. صنعت نورية لنفسها اسما لامعا بصوتها القوي الذي تنفرد به وهو ما فتح لها المجال للبروز بسرعة منذ سنة 1997، وما زاد في ظهورها أكثر أدائها لأغنيات ثنائية مع العديد من الفنانين الكبار، على غرار علي مزيان ، احسن اجرود، كمال شنان ، محمد علاوة ،وغيرهم ، وبما أنها اكتسبت الخبرة ،أرادت أن تقتحم عالم الغناء بمفردها ،لتصدر ألبوما يحمل توقيعها يحمل عنوان « يزذاغ اوليو» أي «سكن قلبي» تعاملت فيه مع الفنان مراد بوشافة في كتابة الكلمات والألحان وكان ذلك سنة 2010، وهي لا تزال طالبة جامعية بجامعة مولود معمري في تيزي وزو، و يضم سبعة عناوين ، إضافة إلى أغنية الراحل « سامي الجزائري» «ارجويي ارجويي» التي قامت بإعادتها، ورغم أنها التجربة الأولى لها، ألا أن ألبومها عرف رواجا كبيرا وعرفها الجمهور أكثر ،و استطاعت أن تفرض نفسها وسط زخم من الفنانين الذين تعج بهم الساحة الفنية حاليا. انشغالها بالدراسة جعلها تنسحب قليلا من الساحة الفنية، وهو الشرط الذي وضعه أمامها والديها حتى يسمحا لها بالغناء وقالت بهذا الخصوص :»لا يمكنني التوفيق بين الدراسة والفن ،وقد فضلت الأولى عن الثانية ، لأحقق رغبة والدي ولم أندم أبدا على قرارهما لأنه كان عين الصواب وهما أدرى بمصلحتي» . لدى تخرجها بشهادة الليسانس وحصولها على منصب عمل كأستاذة بإحدى المؤسسات التربوية في مسقط رأسها بجمعة صهاريج، قررت نورية العودة مجددا للظهور والوقوف أمام الجمهور ، وتستعد حاليا لدخول الأستوديو لتسجيل ألبومها الثاني و ستكرم من خلاله أعمدة الفن القبائلي لأنها ستعيد أغانيهم الخاصة بالأفراح ،وسيرى ألبومها النور في شهر مارس القادم لتستغله العائلات في أعراسها. كما تستعد محدثتنا لجولات فنية خارج الوطن، ستلتقي من خلالها بالجالية الجزائرية المتعطشة للفن الجزائري وسماع أغاني كبار الفنانين ،من بينها حفل في تونس وآخر في فرنسا ستحييه يوم 12 جانفي بمناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة .