عملت الدولة الجزائرية منذ التسعينات على ضمان معايير نوعية الادوية المنتجة محليا وكذا المستوردة ومكافحة المقلدة منها مما أهلها من طرف المنظمة العالمية للصحة لكي تراقب المواد الصيدلانية بافريقيا الى جانب حصولها على شهادات "ايزو" الخاصة بالنوعية واحترام المقاييس. وتتولى الجزائر مراقبة المواد الصيدلانية في افريقيا عن طريق المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية الذي انشئ في بداية التسعينات في الوقت الذي كانت 80 بالمائة من الادوية تستورد في غياب هيئة مختصة تتكفل بمراقبة فعالية هذه المادة قبل وضعها بالسوق. ومنذ ذلك الحين وبعد دعم المخبر بالاطر القانونية الضرورية أصبح السوق الوطني للادوية سواء المصنعة محليا أو المستوردة محمية من الادوية المقلدة وأكثر من هذا وبفضل مهارة خبراء المخبر استطاعت الجزائر أن تنبه منظمة الصحة العالمية حول أربعة أنواع من الادوية لم تحترم المخابر العالمية مقاييس التصنيع فيها حيث أمرت هذه الاخيرة بسحبها من السوق العالمية. وفي مجال التعاون الدولي ربط المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية علاقات مع مخابر تابعة ل15 دولة لها خبرة عالية في هذا المجال ومنظمات دولية أخرى حصل من خلالها على اعتراف عالمي أهله من طرف المنظمة العالمية للصحة لمراقبة تطابق الادوية واختياره عضو ملاحظ باللجنة الاوروبية للصيدلة ورئيس شرف للشبكة الفرنكوفونية الافريقية للادوية. وبفضل هذه المكانة اسندت المنظمة العالمية للصحة مهمة المساعدة التقنية الجهوية لتدريب وفتح العديد من مراكز مراقبة المواد الصيدلانية في اطار تحويل التكنولوجيا بالقارة السمراء الى المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية. وفي نفس الاطار ومن أجل تدعيم وتطوير هياكله ساهم المخبر في انشاء مركز متخصص في مراقبة الادوية البيولوجية وتلك المنبثقة من البيوتكنولوجيا وكذا المستلزمات الطبية بشكل واسع من أجل ضمان مراقبة مواد صيدلانية تعرف ب"المعقدة " وتتطلب حنكة خاصة. ويعمل المخبر المتواجد بالجزائر العاصمة الى جانب ملحقاته المتواجدة بشرق البلاد (قسنطينة) وغربها (وهران) على احترام كل مراحل المراقبة والمكونات الكيميائية والميكرو-بيولوجية و التسممات التي تحتويها المواد الصيدلانية المصنعة المتواجدة بالسوق الوطنية طبقا لتوصيات المنظمة العالمية للصحة وعملا بالمقاييس المعمول بها دوليا مما صنفه ضمن الدول المتقدمة من حيث مراقبة هذه المواد وضمان أمنها للمواطن. وللمحافظة على المكانة التي حازها فان المخبر حريص على التكوين المتواصل لخبرائه من مختلف الاختصاصات داخل وخارج الوطن من أجل تزويدهم بآخر التطورات الحاصلة في العالم. للإشارة، فان المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية الذي تم اختياره من طرف الصندوق العالمي المعتمد من قبل منظمة الاممالمتحدة لشراء الادوية الاصلية كمخبر مرجعي لمراقبة هذه الادوية و هو الان بصدد الحصول على شهادة ايزو 17025 حول احترام المقاييس وابرام تعاون تقني مع الاف.دي .أي الوكالة الامريكية للتغذية والادوية.