هيمنت الكوميديا السوداء بدرجة كبيرة والسيكودراما بدرجة أقل على العروض التي قدّمتها الفرق المتنافسة ضمن المهرجان الوطني ال12 للمسرح المحترف, وأخفقت بعض العروض في ارضاء الجمهور بينما برز الممثلون في أغلب العروض كرأسمال رمزي للعملية المسرحية أكبر من السينوغرافيا والديكور والموسيقى. واعتمد المخرجون على الكوميديا فيما يشبه البحث عن الفرجة واغراء الجمهور, وانتقدوا الوضع العام من خلال السخرية, كما حضر المريض العقلي أو الأبله في أغلب المسرحيات ما جعل كثيرا منها تنهل من السيكودراما. وقدم المخرج أحمد رزاق مسرحية "كشرودة" التي صفق لها الجمهور مطولا, كشرودة عمل يشكل استمرارية في أسلوب رزاق المسرحي ضمن "الكوميديا السوداء" تناول عبره البؤس العام وانسداد الأفق وانهيار القيم. وقدّم ابراهيم شرقي عرضا أقل من صداه, واقترح تركيب مسرحي معارض لمسرحية "الفيل يا ملك الزمان" لسعد الله ونوس, بتحويله الفيل إلى فيلة, دون أن يقبض على حكاية واضحة, وادرج خطابا مسرحيا مقحما تخلله الصراخ والحركات السريعة غير المبررة. بني العرض على حكاية الفيلة التي قتلت طفلا في السابعة, ثم قررت الرعية أن تحتج, وعلى عكس مسرحية ونوس, فإن الرعية هنا تختلط بالملك وحاشيته ليصبحوا في النهاية في جبهة واحدة -"جبهة المقهورين"- الذين يغنون من أجل وطنهم, في توجيه غير مفهوم. وبرز أداء الممثلين على الخشبة في أغلب العروض, إذ لمس جمهور النقاد "مقدرة الممثل على التكفل بدوره في غياب توجيه المخرج في كثير من العروض", كما أن عددا من العروض لم تكن غنية من حيث الديكور, حيث اعتمدت أغلبها على سينوغرافيا فقيرة ما جعل الرهان على الممثل أكبر. وسيسدل الستار على المهرجان الوطني ال12 للمسرح المحترف مساء يوم الأحد بعد تسعة أيام من العروض قدمت خلالها 23 مسرحية من بينها 16 في المنافسة.