قدمت اللجنة التحضيرية مؤخرا عددا من الشروط الجديدة التي يريد أن يفرضها البعض على المعرض الدولي للكتاب ومن بين الشروط التي تثير التساؤل بالفعل هي الطلب من الناشرين الأجانب أن يحضروا فقط الكتب الصادرة في عام 2008 و2009 لكي يكون المعرض احترافيا وليس بازارا لبيع الكتب، وإذا كنت شخصيا أرفض اقتصاد البازار في كل شيء إلا أنني لا أمانع أن يكون معرض الكتاب بهذه الطريقة البازارية إن كان يلبي متطلبات القراء بالجزائر وحاجياتهم الاستهلاكية للكتاب القادم من الخارج بالخصوص من العالم العربي ذلك لعدة أسباب لعل أهمها أن الكتاب الذين يأتينا من العالم العربي لا يتوفر في السوق الجزائرية بتاتا لأننا لا نملك مكتبات كثيرة يمكنها أن توفر لنا كتب الناشر العربي سواء أكانت قديمة أم جديدة، وننتظر فرصة الاقتناء من المعرض الدولي مرة في السنة فلماذا يريدون حرماننا من الثقافة العربية الحديثة يا ترى؟ كما استغرب أن يطلب من الناشرين أن يحضروا فقط كتبهم الجديدة، وإذا كان المقصود من هذا القرار هو الحد من الكتاب الديني فان هذا النوع من الكتب لن ينتظر معرض الكتاب لكي يدخل السوق الجزائرية مادام أغلب المستوردين الجزائريين يستوردونه في كل مرة، وبلا عد ولا حساب، أي أن هذا القرار سيؤثر لا محالة على الناشر العربي التنويري والحداثي وليس على ناشر الكتاب الديني بأي شكل· وأيضا لا افهم تحديد عدد النسخ من أي كتاب حديث ب200 نسخة تصوروا أن روايات أحلام مستغانمي تباع بآلاف النسخ في معارض الكتب العربية بينما يطلب من ناشرها دار الآداب أن يحضر 200 نسخة فقط للمعرض الجزائري، ما هذا الكلام؟ هناك من يريد أن يدافع عن الإنتاج المحلي بفرض عقوبات غريبة ومجانية على الكتاب المستورد من العالم العربي بالخصوص ولنكن واقعيين هل حقا نستطيع تلبية حاجياتنا للسوق الجزائرية بدون كتاب عربي سبقنا منذ عقود طويلة لاحتلال الصدارة من ناحية الجودة والكم والمضمون··لا بالتأكيد، وحتى لو وصلنا لتحقيق الاكتفاء الذاتي المستحيل اليوم فهل تتصورون بلدا مثل فرنسا يغلق أبوابه على الكتاب المستورد من دول مجاورة رغم إمكانياتها الكبيرة في النشر· إن ذلك يعني ببساطة خلق ديكتاتورية أحادية لمنطق معوج لا نحتاجه لا اليوم، ولا في الغد، وللحديث بقية·