نفس الأحزاب التي “ندبت حناكها وشرّكت فمها" بعد زيارة هولاند وقالت ما لم تجرؤ على قوله عندما كان الرجل يصول ويجول في ربوع البلاد، وتركته حتى غادر إلى فرنسا حاملا معه الحصان البربري الأصيل، ثم بدأت في تصريف كل أفعال ندب وندد وشجب... وغيرها، من المصطلحات التابعة للمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع. هي نفسها التي انتظرت حتى انتهت عملية تقنتورين واجتمعت أيضا في ما بينها لتصدر بيانا باردا، أشد من برودة الطقس لتدعوا فيه الرئيس - الذي لم يشاورهم في أي أمر - أن يغلق الجو في وجه طائرات فرنسا المقاتلة في مالي! ومن المتحدثين في هذا الأمر، عبد القادر مرباح، الذي عبر عن استيائه من بوتفليقة الذي “ماحسبوش" ولم يشاوره في شيء، كما يفعل الرئيس الفرنسي مع رؤساء أحزابه ومع كل الناشطين في الساحة السياسية في بلاده، باعتبارهم شركاء في الوطن والمصير. مرباح الذي أراد أن يتمهبل، واصل “هبالو" ودعا بوتفليقة أن يغادر الحكم لأن “جنانو طاب" كما قال، وهنا يجب أن نطرح السؤال التالي: «هل مرباح هذا، وجماعته التي تجتمع دائما خارج الزمن بأزمان، يتكلمون لأجل الكلام وملئ الفراغ السياسي الصارخ، إلا من عنتريات بلخادم وأتباعه، أم أنهم فعلا يريدون من بوتفليقة أن يشاروهم في أمور الدولة وأن يعمل بنصيحتهم ويعتزل الحكم؟! فعلا إذا كان ما يقولونه نابع من قناعتهم بأنهم فاعلين حقيقيين في الساحة وصدقوا أنهم رؤساء أحزاب ويقارنون أنفسهم بفرنسا ومؤسساتها، يجب أن أبحث عن “فأس كبير" حتى أفج رأسي من نصفه، على الأقل أرتاح من خزعبلاتهم وأريحكم أيها القراء من هذياني.