ذَنْبِي أَنَا مِثْلُ الخريفِ النَّائي

وتَسَوُّرِي بَشَّارَ دونَ نِدَاءِ
جئتُ البِطاحَ على طريقٍ صابِرٍ
وعلى السَّحابِ وفي صميمِ شتائي
وخلوتُ بِي في ليْلِهَا متوضِّئًا
فتَقَرَّبَتْ بالصَّمْتِ والأضواءِ
أشياؤُهَا، أرزاقُهَا، أطرَافُهَا
نَبْتُ الذي سلكَ الرّبيعَ ورائي
وتقولُ لي كنْ رائِعًا بِحَرَارَتِي
فالشّمسِ بنتُ النّخلِ والصَّحراءِ
وأنا الأميرة في الجنوب، بسالَتِي
أنِّي خَنَقْتُ فصاحةَ الأعداءِ
وتقولُ لي: المطرُ الأخيرُ تركتُه
غَرْبِي لأُشْرِبَ (شهْوَةَ) الأحياءِ
أهلِي الكبار على القُرونِ تقَسَّموا
مثلُ اللّيوثِ وروحُهمْ بفضائي
وتقول لي: البحْرُ البَعيدُ روايَتِي
إذْ لا يُجيبُ لحاجَتِي ورجائي
(دبْدابَتِي) وجهُ الحياة ِ وكُنهُهَا
وحبِيبَتِي إذْ أبْهَجَتْ أجوائي
ورجاحةُ القصر ِ الرّزينِ كمَا المَدَى
وكَمَا الجنون وثورة الشّعراء ِ
خلقٌ كثيرٌ يَسْتَثيرُ فُتُوَّتِي
ويجولُ في جسَدِي وأيّ خَوَاءِ
طولِي إلى عرْضي قلوبٌ قاوَمَتْ
زفراتِ أمٍّ في أتون دمائي
في البَدءِ كانَ النّخل، كنتُ دليلَهُ
وسحابَةً محسوبةَ الأنواء ِ
يُمْنايَ تَمْلِكُ رقَّةً بسُهولِهَا
وغوايةً عَلِقَتْ بكلِّ رِدائي
لن ْ أسكُبَ الأنْسابَ إلا َّ طَيِّبًا
وأضمُّ أسماءً إلى الأسماءِ