سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إنتاج العسل بولاية الجلفة ... سوق بأكثر من 03 ملايير سنتيم تنتظر الاستثمار والتعليب والتصدير !! رغم كل الامتيازات الجبائية والجمركية وتوفر العقار الصناعي
اختتم نهاية الأسبوع الماضي المعرض الوطني للعسل ومنتجات الخلية المُنظم بدار الثقافة "ابن رشد" بمدينة الجلفة خلال الفترة 14-22 أكتوبر الجاري. وقد خصّت "الجلفة إنفو" هذه التظاهرة الاقتصادية-الفلاحية بتغطية صحفية خاصة من أجل إبراز واقع النحالة بعاصمة السهوب وكذا إمكانيات الاستثمار فيها وآفاق ذلك. وتربية النحل وإنتاج العسل حرفة عريقة بولاية الجلفة فمثلا نجد السيد لحرش نور الدين، عميد النحالين، يمارس هذه الحرفة منذ سنة 1965 ويقول أنه ورثها عن والده. وهو ما يعني أن هناك تراكما للخبرات المتوارثة بولاية الجلفة ما يستدعي تثمين ذلك بالتكوين المستمر وايلاء هذه الشعبة العناية الخاصة. ومن خلال تتبع تطوّر النحالة بولاية الجلفة نجد أن هناك توجها كبيرا نحو ممارستها في السنوات الأخيرة. ففي سنة 1997 مثلا كانت ولاية الجلفة بأكملها تحصي 105 صندوق به مستعمرات نحل ناشطة وفي سنة 2009 وصل العدد إلى 2240 خليّة نحل ناشطة. وحسب المعطيات التي جمعتها "الجلفة إنفو" من مهنيّي النحالة فإن هذه الشعبة تشكّل مجالا خصبا للاستثمار فيها من طرف أصحاب رؤوس الأموال. لا سيما وأن ولاية الجلفة تأتي في المرتبة الأولى وطنيا من حيث إنتاج عسل السدرة ذي السمعة العالمية حسبما أكده منتجو العسل. في حين أنها تتميز باتساع المساحة وتنوع الأقاليم الجغرافية من شمالها الخصب إلى جنوبها الصحراوي بواحات النخيل بقطّارة. كما تبقى إمكانيات التصدير من ولاية الجلفة نحو الخارج ممكنة حيث أن عسل السدرة (سعره ما بين 2400-3200 دج/ كلغ) يحضى بالطلب من عدة دول لا سيما من دول الخليج وأوروبا التي لا تعرف هذا النوع من العسل. ويُضاف إلى ذلك امتيازات الإعفاءات الجمركية والضريبية لمدة 10 سنوات بولاية الجلفة لصالح المستثمرين الذين يساهمون في خلق الثروة مناصب العمل. ورُغم التفاؤل حيال مستقبل النحالة فإن هناك بعض العوائق التي تنغّص على ذلك. ويتعلّق الأمر بضرورة تنظيم ومراقبة الرش بالمبيدات الحشرية من طرف مديرية المصالح الفلاحية. هذه الأخيرة يقع على عاتقها أيضا الرفع من نقاط التزود بالماء في صحراء الجلفة أين تكثر شجيرات السدرة. بالإضافة إلى ضرورة توعية وتحسيس أصحاب البساتين وأشجار الفواكه حتى لا يشكلوا هم أيضا عائقا أمام النحالين. خصوصا وأن النحل يساهم في مضاعفة مردودية الأشجار من خلال تقنية "التلقيح بالحشرات". كما يبقى على النحالين تنظيم أنفسهم في تعاونيات وجمعيات تدافع على المهنة وتتعاون مع الشركاء لرفع العراقيل وتطوير النحالة من أجل استغلال أمثل لمراعي السدرة وكذا المساهمة في منظومة التكوين من خلال تبني وإنجاح التربصات الميدانية والتطبيقية. بالإضافة إلى محاربة الظواهر المعرقلة لهذه الحرفة مثل سرقة الخلايا وظاهرة كراء المراعي واحتكار مساحات السدرة من طرف بعض النحّالين خصوصا منهم الوافدون من خارج ولاية الجلفة.