اعتصم، أمس، أولياء التلاميذ في البليدة بشكل سلمي أمام مقر مديرية التربية، أين رفعوا شعارات ورددوا هتافات تطالب بعدم استغلال أبنائهم أو تحويلهم إلى رهائن، ردا على قرار المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ثلاثي الأطوار «كنابست»، بالدخول في إضراب وطني مفتوح، ابتداء من اليوم، بعد فشل المفاوضات والمحادثات الثنائية مع وزارة التربية أول أمس. أولياء التلاميذ الغاضبون كشف بعضهم ل»الشعب»، أنهم لم يجدوا أي وسيلة لإقناع الأساتذة بوقف الإضراب المتواصل لشهرين كاملين، حُرم بموجبه أبناؤهم من إجراء امتحانات الفصل الأول، خاصة بالطور الثانوي، موضحين أنهم في حالة يأس ويأملون أن تتحرك الوصاية لإيجاد حل لوضعيتهم، حتى يطمئنوا على مستقبل أبنائهم الدراسي، خاصة وأن الفصل الثاني قصير ولم يحظوا بالوقت الكافي لأجل استكمال الدروس، وهم متخوفون من الوقوع في فخ السنة البيضاء، مؤكدين أن بعض أبنائهم أصبحوا يخضعون للعلاج النفسي، بسبب انهيار معنوياتهم. إضراب الأساتذة بقطاع التربية في ولاية البليدة على غرار بجاية أيضا، أصبح حقيقة مأساوية، لم تشفع محاولات الأولياء والتلاميذ على السواء، في التوصل إلى حل يرضي الجميع، في وقت تتمسك نقابة كنابست ب»الإضراب ومقاطعة الامتحانات»، كحل لأجل تنفيذ وتجسيد أرضية مطالبها المهنية والاجتماعية. وانطلقت الحركة الاحتجاجية التي يعيشها التلاميذ والأسرة التربوية على السواء بالبليدة، نهاية شهر نوفمبر 2017، ومقاطعة امتحانات الفصل الأول، واستمر الإضراب إلى غاية اليوم، فلم تتمكن اللجنة الوزارية الموفدة الأسبوع ما قبل الماضي من توقيف الإضراب، ولا مساعي التوسط من قبل جمعية أولياء التلاميذ التي حاولت عقد لقاء مشترك رباعي لأجل التفاهم والتفاوض بشأن المشاكل التي بات يطالب بها نقابيو «كنابست»، وباءت كل تلك المحاولات بالفشل، في وقت فصلت المحكمة الإدارية ب»عدم مشروعية الإضراب وقانونيته»، إلا أن ذلك لم يثن النقابيين عن موقفهم، وقرروا مواصلة مقاطعة الدراسة والامتحانات، بل وتعميم الإضراب إلى بقية ولايات الوطن.