هل تحوّلت الولاياتالمتحدة الامركية إلى دولة مارقة في عهد دونالد ترامب ؟ يبدو أن الأمر كذلك و إلا كيف نفسر اعتراف واشنطن بسيادة احتلال على أراضي اغتصبها رغم أنها مصنفة من قبل الأممالمتحدة في خانة الأراضي المحتلة ؟ ألا تعتبر الخطوة تمردا على الشرعية الدولة و مروقا عليها ؟ منذ وصول ترامب إلى المكتب البيضاوي لم تتوقف تصرفاته المفاجئة و المريبة و سياسات تفكيك كل شيء تحت شعار "أمريكا أولا " ، الذي أطلقه خلال حملته الانتخابية الرئاسية و لكن ألا يبدو أحيانا أنه أخطأ في هذا الشعار و كان الأجدر أن يكون "اسرائيل اولا " ؟ بل قبل أمريكا نفسها ؟ أفلا يبدو أن صهره جاريد كوشنر - زوج ايفانكا الابنة المدللة لترامب ، و كأنه راعيا ساميا لمصالح إسرائيل داخل البيت الأبيض و ليس العكس ؟ إن ما حققته إسرائيل خلال العام الأول لعهدة ترامب لم يتحقق للشعب الأمريكي نفسه ؟ ! اتهام روسيا بالتلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لمساعدة ترامب على الوصول إلى السلطة يبدو و كأنه تحويل للأنظار ، جعل تحريات مكتب التحقيقات الفيديرالي تأخذ الاتجاه الخطأ ، لأنه يبدو أن من زوّر الانتخابات الأمريكية لصالح ترامب هي إسرائيل و ليس روسيا ، كيف لا و تل أبيب هي أكبر مستفيد من ذلك و هي التي حققت ما لم تكن لتحلم به مع أي رئيس أمريكي آخر ؟ فالقدس المحتلة أصبحت عاصمة للاحتلال و السفارة الأمريكية نقلت إليها ؟ ، رفع صفة محتلة عن الأراضي الفلسطينية و اليوم الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان ، أما حل الدولتين و عودة اللاجئين فقد أصبحا في خبر كان في تدوين ذلك في سجلات صفعة القرن ؟ ، الشعار كان خاطئا "إسرائيل أولا " ؟ لم يتصرف اي رئيس أمريكي بهذه العنجهية ، التنطع و التعدي الصارخ على الشرعية الدولية كما يفعل ترامب ؟ و هو الذي انسحب من اليونسكو من أجل سواد عيون إسرائيل ، ثم من اتفاقية المناخ و من معاهدة صواريخ ال "أف. أن .أي " ثم التهديد تحت طائلة تفكيك حلف الناتو في حال لم يدفع حلفاؤه ما عليهم من مستحقات ، خلافات و مناوشات في قمم ال 20 بسبب فرض رسوم تجارية و في هذا الشأن يستوي الحلفاء و الخصوم عند ترامب ؟ لم يبق لترامب غير الانسحاب من منظمة الأممالمتحدة أو المطالبة بحلها لأنها و ببساطة لم تعد تعني له شيئا أو هكذا تبدو الأمور على الأقل و إلا كيف يعترف لكيان محتل بالسيادة على أرض مغتصبة منذ 52 سنة ؟ ترامب - للأسف - يعمل كل ما في وسعه لوقف عجلة السلام في المنطقة و كأنه يقول للعرب عودوا الى الحرب ، لا تنتظروا من السلام شيئا ؟ !.