"نساء كازانوفا" تركّب حاليا ، وهناك مسرحية مفاجأة تابع جمهور الفن الرابع مؤخرا، مسرحية "العازب" التي سهر على اقتباسها وإخراجها في حُلّة جميلة، الكاتب والمخرج المسرحي محمد مراد مولاي ملياني، مُحلقا بنا بعيدا في عالم الركح الابداعي الذي يغوص في حيثيات مولوده المسرحي الجديد، من خلال حواره الشيّق مع "الشعب". الشعب: قبل التحدث عن المولود الجديد مسرحية "العازب"، هل لك أن تقدّم لنا نبذة عن مسارك الفني؟ محمد مراد مولاي ملياني: إذا تحدثت عن شخصي، سأقول إنني مختص في قياس البصر وجامعي محترف في مجال الفن الرابع مسرحي ودراماتورج. قدمت العديد من الأعمال التي حازت على جوائز في المهرجانات الوطنية. صاحب رائعة "الغلطة" و«الغائب" و«نوار الصبار" و«سكورا" وعدة ملحمات وطنية.. أوّل عمل مسرحي محترف "ثار وثورة" سنة 2012، لكن قبلها أعمال كثيرة تحصّلت على جائزة أحسن إخراج على غرار مسرحية "بحر الحب" في 2010. - جسّدت عدّة نصوص روائية لكتّاب جزائريين على الركح المسرحي في السنوات الأخيرة، هل تريد وضع بصمة اقتباس مسرحي من نوع خاص يميّز الكاتب والمخرج ملياني؟ اقتبست للروائي أمين الزاوي رواية "الملكة" وللروائية ربيعة جلطي وتوليفة لمحمد ديب تحت عنوان "قلب خفيف cœur léger.." أخرجت للروائي عبد الوهاب عيساوي مسرحية "الغائب"، واقتبست للروائي واسيني الاعرج "نساء كازانوفا"، وتركب التو بالمسرح الجهوي بجاية. - لما وقع اختيارك على رواية "عازب حي المرجان" لربيعة جلطي، اعتمدت على تقنيات اخراج متنوّعة نقلت شخوص الرواية إلى منصة المسرح في قالب يصنع المتعة والفرجة، كيف تمكنت من ذلك؟ وهل تعتبرها إضافة إلى سجلك الإبداعي؟! أنا أقرأ أكثر من 30 رواية في السنة، ووقع الاختيار على رواية "عازب حي المرجان" للروائية ربيعة جلطي.. الإحساس يلعب دورا كبيرا في اختيار التحويل أو المسرحة أو الاقتباس. إن اختيار "العازب" كان بعد قراءتي لرواية كانت مملوءة بالهوّية الجزائرية وأحلام الشباب.. ربيعة جلطي، استطاعت أن تضع الفعل المسرحي في الأدب، وهذا ما أعجبني.. جمعت الكاتبة بين السحر والخيال، وكوني علمي وأدبي، أستطيع أن أدرك ما الذي يشدّ المشاهد ويدهشه.. الذكاء كان هو حليفي دائما في أعمالي، وكثرة الاشتغال قبل بدء العمل على أي شيء، يكون المخطط مرسوما على الورق، ومن ثم الانطلاق في التركيب. - كيف تمزج بين الاقتباس المسرحي والاخراج؟ هل تعتبره قولبة لمحتوى الرواية؟ هل لهذه التقنية اسم آخر؟ وما علاقة ذلك باختيار الممثلين؟ أنا أحوّل الرواية إلى فعل مسرحي.. إنني أقتبس من أجل الاخراج، الرؤية الاخراجية هي التي تحدّد كيفية القولبة، وتكون من خلال كتابة نص مسرحي انطلاقا من رواية أدبية.. أتمرد على النص الذي أكتبه، وبالتالي أتمرد على الرواية والنص الذي أكتبه في ذات الوقت. تهمني الكيفية التي أطرح بها الاشكال، أضيف وأنقص من النص، المهم طرح الإشكال الموجود في قالب فرجوي وفني، والجمال هو الذي يحكم في التحويل أو القولبة.. المهم هنا تحقيق الفُرجة والمتعة لدى المشاهد.. حقيقة في العرض الأول للمسرحية، جلبنا جمهورا في زمن التيك توك والفيديوهات التي لا تتجاوز الخمس دقائق.. حقيقة نحن أمام تحدّ كبير، ولكن يبقى المسرح ضوء الشعوب. - هل تكون الجزائر العاصمة وجهتك القادمة.. جمهور المسرح العاصمي متعطش لحضور عرض مسرحية "العازب"، فهل هي في برنامجك، وأين ستحط فرقتك الرحال؟ فرقة مسرحية "العازب" ستحط الرحال قريبا بالعاصمة، وهناك برنامج ثرّي سنشارك من خلاله في مهرجانات وطنية وعربية ودولية. - هل بإمكانك أن تكشف لقراء "الشعب" عن بعض من طموحاتك المستقبلية في ميدان الاقتباس الأدبي والاخراج المسرحي؟ أريد تأسيس مدرسة جديدة في الكتابة والإخراج، لمَ لا؟!.. وفيما يخص الجديد، هناك ثلاث أعمال اشتغلت عليها، وهي مسرحية "آمال" من إبداعي، ومسرحية "شوينغوم" لأمين الزاوي، وأترك العمل الأخير مفاجأة للمشاهدين.. - إذا طلبت منك كلمة نختم بها؛ لمن توّجهها؟ الشكر لمدير المسرح الجهوي وهران عبد القادر علولة الذي وقف وقفة فنان ومسير ناجح مع العمل المسرحي العازب. الشكر للفريق الذي أعطى العمل كل وقته، فريق العازب من أحسن الممثلين والتقنيين في الجزائر، والقادم أفضل..