انطلقت أمس الجمعة الطبعة الثانية لتظاهرة أيام وهران للمسرح المتوسطي والتي ستدوم فعالياتها إلى غاية 12 من الشهر الجاري، أين سيكون لجمهور المسرح الجهوي عبد القادر علولة موعد كل ليلة مع مسرحية جديدة تحاكي البعد المتوسطي للفن الرابع من تنشيط فرق من الجزائر، ايطاليا، مصر، تونس وفرنسا.. تظاهرة تقام تحت رعاية وزيرة الثقافة صورية مولوجي وتعرف التفاف المجتمع المدني والجمهور والمؤسسات المحلية حولها. يحتضن ركح "عبد القادر علولة" للسنة الثانية على التوالي، فعاليات الطبعة الثانية من أيام وهران للمسرح المتوسطي والتي تتزامن مع الاحتفالات المخلّدة للذكرى 61 لاسترجاع السيادة الوطنية وكذا احتضان الجزائر للألعاب العربية، كما نُظمت "وفق تصوّر جديد وتنظيم محكم يقوم على ترشيد النفقات والاعتماد على الذات والحرص على جعل الحدث في قلب السياحة الثقافية وفرصة للترويج لصورة الجزائر وحضارتها، وهران وعراقتها ومسرحها" وفق ما صرّح به ل«الشعب" مراد سنوسي مدير المسرح الجهوي وهران. أشار سنوسي، إلى أن تنظيم التظاهرة بالاعتماد فقط على عائدات العروض المسرحية التي قدمت طيلة السنة وبمشاركة وراية بعض المؤسسات المحلية وتطوع الجمعيات والمواطنين هو تحدي كبير تحرص إدارة مسرح عبد القادر علولة على رفعه، لاسيما وقد حزّ في أنفس الجميع أن "وهران مدينه المسرح والثقافة هي الوحيدة التي لا تملك مهرجانا خاصا بالمسرح، فنحن عوضا أن نشتكي قرّرنا أن نشتغل واغتنمنا فرصه الألعاب المتوسطية التي احتضنتها وهران السنة الماضية لتنظيم دوره تجريبية للمسرح المتوسطي والتي لاقت والحمد لله نجاحا كبيرا". لذا قرّرنا يضيف مراد سنوسي، "هذه السنة تنظيم دورة ثانيه لنظهر للجميع أننا أهل للتنظيم ولا نحتاج سوى لترسيم التظاهرة حتى نخرج ما في جعبتنا من مجهودات وأفكار وتصورات ريادية قد يقتدى بها. كما ينبغي التذكير أن ما نقوم به يسير في اتجاه كل التوصيات والتوجيهات المنبثقة من وزاره الثقافة والفنون وأيضا تلك التي خلصت إليها أيضا مختلف الجلسات الخاصة بالفن الرابع والتي تشجّع كلها على ضرورة الاعتماد على النفس والبحث على موارد إضافية لتنظيم المهرجانات". في قلب الاقتصاد والسياحة الثقافية «للعلم أن وزارة الثقافة والفنون تدعمنا ماليا من أجل التسيير وصبّ الرواتب والإنتاج والتوزيع أما التظاهرة فتعتبر نشاطا إضافيا نسعى من خلالها - يقول سنوسي - إلى التعريف بالمسرح الجزائري والتسويق لصورة المدينة ولصورة الجزائر مع التركيز على البعد المتوسطي للجزائر انطلاقا من كل التوجيهات النابعة من الحكومة الجزائرية وعلى رأسها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي تحدث عن البعد المتوسطي بالإضافة إلى البعد العربي والبعد الإفريقي". إن فكرة الاعتماد على النفس في التنظيم هي أيضا فرصة بالنسبة لفريق مراد سنوسي ليبرهن للجميع أنه من الممكن أن تخدم الثقافة الاقتصاد وأن يكون المسرح في قلب السياحة الثقافية فيما لا يحتاج كسب هذا الرهان حسبه سوى تكاتف جهود جميع القطاعات وعلى رأسها مديرية الساحة بوهران التي تمّ دعوته لحضور أنشطة التظاهرة على وعسى أن تكون شريكا يعتمد عليه في الطبعة القادمة". وأوضح هنا مدير مسرح وهران الجهوي أن "التظاهرة عرفت تطوع الكثير من أهالي وهران ومن فعاليات المجتمع المدني للمساعدة في إنجاحها فمثلا على سبيل المثال تطوّعت التكفل به منشطه تلفزيونيه معروفه لتنشيط الفعالية، وعرضت فرقه فلكلورية إحياء الجانب الموسيقي من مراسيم الافتتاح مجانا، كما اقترحت جمعيه "بال أوريزون" التكفل بتنظيم جوالات سياحيه للفرق المشاركة وستقوم جمعيه شبابيه تدعى حلم الشباب وتعنى باللباس التقليدي بمرافقه الطبعة باستقبال كل يوم الضيوف والجمهور بلباس تقليدي لمنطقه معينه من مناطق الوطن. وبالتالي نستطيع يؤكد مراد سنوسي "من خلال المسرح أن نروّج للتراث الوطني في مجال الموسيقى اللباس التقليدي التراث الثقافي المعالم الأثرية للمدينة التي تعاقبت عليها مختلف الحضارات، ولأن التظاهرة ثقافة يمكن أن يكون لها وزن وامتداد وأن تشكل إضافه قيمة للاقتصاد لأنها مناسبة يتمّ فيها تفعيل الكثير من المجالات الأخرى مثل النقل المطاعم الفنادق وغيرها من الخدمات الاخرى. عروض شيّقة وورشات لفائدة الشباب للإشارة ناهيك عن تعميق البعد المتوسطي للجزائر تحمل أيام وهران للمسرح المتوسطي فرصة ذهبية للتعارف بين فناني ضفتي البحر الأبيض المتوسط إلى جانب التعاون وتبادل التجارب والخبرات. وفي هذا السياق ستعرف الدورة الثانية برمجة سلسلة من الدورات التكوينية ينشطها مخرجو العروض المشاركة لفائدة 30 شابا من وهران من هواة الفن الرابع يشاركونهم خلالها تجاربهم الفنية. وعلى ذكر العروض تشارك الجزائر بعملين "الحلقة"، وهو عرض تجريبي تكريمي للممثل الراحل عبد القادر علولة الى جانب مسرحية "العازب"، من إخراج مولاي ملياني محمد مراد والمقتبسة عن رواية "عازب حي المرجان" للشاعرة والروائية ربيعة جلطي. وتقدّم مصر مسرحية "اعترافات زوجية" للمخرج أحمد فؤاد، تونس بمسرحية "حديث التراكن" للمخرج صابر الحامي، ايطاليا ومسرحية "الصيف الأخير"، وفرنسا بمونودرام بعنوان "طه، الذي لم يحبه العالم"، من تأليف المسرحي الفلسطيني عامر حلحال.