أجمع فنانون أفارقة أن القارة الافريقية تتميز بتنوع ثقافي أصيل يرتكز اساسا على رموز ودلالات واضحة تعبر أحيانا عن أوضاع اجتماعية وطقوس دينية وأحيانا أخرى عن فنون أو رقصات شعبية يلجأ اليها في مناسبات أليمة أو فرح يعم مجتمع افريقي معين . وفي هذا الإطار اعتبرت القنانة التشكيلية من الكامرون السيدة مالينغي اومبالي التي تزور الجزائر لأول مرة في إطار المهرجان الثقافي الافريقي الثاني في لقاء ڤالرموز الفنية الافريقية بمثابة طريقة مثلى للتحدث مع الروح، وأيضا وسيلة لتحرير الانسان من لمشاكل التي تعترضه في حياته اليوميةڤ. وقالت الفنانة الكاميرونية ان هذه القارة السمراء التي طالما عرفت ڤتوترات ومشاكل عويصة في مختلف المجالات تستدعي تظافر جهود دولها لمواجهة هذه الاوضاع بإعادة الاعتبار لثقافتها وتوحيدها والحفاظ على رموزهاڤ. ومن بين هذه المشاكل التي ما فتئت تتخبط فيها افريقيا أشارت اومبالي في هذا الإطار إلى مختلف الأمراض المستعصية والفقر والمجاعة والجفاف والاوبئة والتغيرات المناخية إلى جانب مختلف النزاعات والحروب الأهلية. واعتبرت الثقافة ڤوسيلة مثلى لتجنيد كل الطاقات الافريقية لمواجهة مختلف هذه التحديات واعطاء دفع جديد لدول القارة نحو تحقيق تنمية مستدامة بها.ڤ كما اعتبرت هذا المهرجان الذي تحتضنه الجزائر للمرة الثانية بعد مرور 40 سنة ڤفرصة لجمع وحشد هذه الطاقات لتحقيق هدف إعادة بناء قارة جميلة متطورة ڤفي شتى الميادين لمواجهة تحديات العولمة. ولدى تطرقها الى انجازاتها الفنية اشارت السيدة اومبالي إلى أن مشاركتها في معرض الفنون التشكيلية الافريقية بقصر المعارض بنادي الصنوبرالبحري في إطار هذا المهرجان بلوحتين من انجازتها وابداعاتها الفنية تعد ڤفرصة للتعريف بمعاناة افريقيا وأوضاعها الاجتماعية والامنية وأفاقها المستقبلية في ظل التغيرات التي تعرفعا حاليا.ڤ افريقيا حاليا كما قالت الفنانة الكاميرونية في هذا الاطار ڤتكافح لتحقيق تنمية ورفاهية مستدامة لفائدة شعوبها ڤوهذا ما يستدعي كما أضافت التوصل إلى ڤتحقيق الامن والاستقرار في كافة ربوعها. ڤ ومن خلال لوحة فنية عنونتها بڤالأمنڤ اختارت الفنانة اومبالي اللون الاسود الداكن ومزجته باللون الازرق تعيبرا عن امل افريقيا في تحقيق التقدم والتطور والاستقرار بعد كل التحديات التي تواجهها. اما لوحتها الفنية الثانية والتي تحمل عنوان ''نحو الأهم'' والتي استخدمت الفنانة اومباري فيها الونا داكنة لون التراب فتعبرمن جهتها على توجه القارة بعد ظروف ظالمة نحو النور بتحقيق تنمية مستدامة ومكافحة الفقر والجوع والاوبئة. واعتبرت الفنانة التي تقوم أيضا بانتاج باقات من ورود اصطناعية مستعملة جذع الاشجار الافريقية وسيلة أيضا لجمع ولم شمل كل الافارقة للتعبير سويا عن مشاكلهم والعمل والتضامن لايجاد حلول شاملة لها. واعجبت الفنانة الكاميرونية من جهة أخرى بالفن التشكيلي الجزائري الذي يشبه نوعا ما حسبها الفن التشكيلي الافريقي. وترى السيدة اومبالي أن معظم الفنانين الجزائريين يستعلون في انجاز لوحاتهم رموزا افريقية ويستخدمون ألوانا باهية ممزوجة بالالوان الداكنة منها الاسود الاحمر والاصفر والازرق. أما الفنان ورئيس فرقة الرقص الشعبي التقليدي لافريقيا الوسطى السيد باغاسي جون روجي فقد تحدث في هذا اللقاء عن مغزى الرقص التقليدي الأصيل لبلده الذي تؤديه فرقة تدعى ڤلينغاڤ والمتشكلة من 14 فنانا من الشباب من بينهم خمسة فتيات. وتستخدم فرقة الرقص هذه كما قال السيد باغاسي رموزا ودلالات غالبا ما يلجؤ اليها المواطن في افريقيا الوسطى للتعبير عن مناسبات اجتماعية مفرحة او مؤلمة او عن طقوس دينية. وأشار الفنان إلى أن معظم شباب افريقيا الوسطى يلزمون قبل سن الرشد على تعلم هذا النوع من الرقص لتلقينهم مبادئ الاخلاق والاحترام والتضامن والعيش في المجتمع، وحب العمل ومواجهة قساوة الحياة اليومية. ويستخدم الفنان في عروض الرقص التقليدي التي تؤديها هذه الفرقة ألبسة مصنوعة من جلود الحيوانات من بينها القردة والاسد والنمور وحلي افريقية تعبر عن أصالة والتراث الثقافي الافريقي. وبخصوص المهرجان الثقافي الافريقي الثاني اعتبر السيد بنغاسي هذا العرس الافريقي مناسبة للتعرف والاحتكاك مع كل الدول الافريقية لاعطاء انطلاقة جديدة من شانها تنمية القارة السمراء وتحقيق رفاهية لمجتمعاتها وشعوبها في مختلف المجالات.