أرغمت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على القيام بخطوة استعجالية، في إطار مكافحة آفة المنشطات التي استفحلت وسن الأندية، حيث فضلت توسيع دائرة مكافحة هذه الظاهرة في مختلف بطولات قسم الهواة، وهذا بعدما وقفت على المأساة السائدة في الرابطة المحترفة الأولى والثانية، بدليل اكتشاف عدة حالات في مدة قصيرة، ما يؤكد حسب المتتبعين أن ظاهرة المنشطات قد تفشت بصورة مثيرة للقلق ولم تعد استثناء. أقدمت "الفاف" على اتخاذ قرار وصف بالمستعجل، يقضي بتوسيع إجراءات مكافحة ومراقبة المنشطات التي ستمس مستقبلا جميع بطولات قسم الهواة، ولن تقتصر فقط على الرابطة المحترفة الأولى والثانية، يأتي هذا بعد التقارير التي ناقشتها الجهات الوصية، وأكد على الانتشار المخيف لظاهرة المنشطات والكوكايين في مختلف الفريق والمستويات. وإذا كانت الأسابيع الأخيرة قد كشفت ثبوت عدة حالات، على غرار حارس اتحاد بسكرة قحة، ولاعب مولودية الجزائر شريف الوزاني وآخرهم لاعب اتحاد الحراش بلايلي في الرابطة المحترفة، فإن جهات فاعلة اقتنعت بان هذه الظاهرة تكون قد فعلت فعلتها في بقية الأقسام والمستويات، ما جعل "الفاف" تقرر تسليط الضوء على جميع بطولات قسم الهواة، في انتظار التوسع نحو بقية البطولات في الأقسام السفلى. وكخطوة أولى دعت "الفاف" جميع الرابطات إلى ضبط الإجراءات التنظيمية والهيكلية، وفي مقدمة ذلك تجهيز الملاعب بقاعات تتوفر على الشروط اللازمة للقيام بعملية أخذ العينات، سواء أثناء المباريات الرسمية، أو بزيارات فجائية خلال الحصص التدريبية للأندية، وهذا في إطار السعي إلى تكريس آليات المواجهة لمحاربة هذه الظاهرة التي باتت تصنف في خانة المآسي التي تلاحق الكرة الجزائرية. والواضح حسب بعض المصادر، فإن الخلاصة التقييمية التي خرجت بها اللجنة الطبية المكلفة بمراقبة المنشطات قد دقت ناقوس الخطر، وهذا انطلاقا من عديد المؤشرات التي توحي بأن الكرة الجزائر تواجه مستقبلا مجهولا بعد أن استفحلت ظاهرة المنشطات، ما خلف صورة قاتمة حول واقع ومستقبل الكرة الجزائرية في حال تواصل الأمور على هذا الحال، خصوصا وأن عدد معتبر من اللاعبين ثبت في حقهم تناول المنشطات والمخدرات والكوكايين، بشكل يؤكد أن ملاعبنا وفريقنا الكروية قد حادت عن رسالتها الحقيقية التي تصب في خانة تطوير الرياضة وضمان الفرجة والروح الرياضية، بدليل أن أسماء كروية تتمتع بإمكانات فنية كبيرة وقع في فخ المنشطات، والبداية باللاعب بلايلي منذ 4 سنوات وصولا إلى نايلي الذي يسير نحو تلقي عقوبة قاسية على غرار سابقيه، وهذا دون نسيان الوضع الغامض الذي يسود بطولات الهواة وما بين الرابطات وبقية الأقسام السفلى، في ظل ضعف الإمكانات وعدم القدرة على تغطيتها باللجان الطبية القادرة على القيام بعملية المراقبة، ولو أن ذلك لا ينفي تعاطي لاعبين من الأقسام السفلى للمنشطات، بعد ثبوت حالات خلال السنوات الأخيرة في صفوف سريع المحمدية ورائد غرب وهران وترجي قالمة وغيرها، تزامنا مع القيام بعملية المراقبة الطبية خلال منافسة كأس الجمهورية.