أكد نائب الوزير الأول، وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، أن الاحتجاجات التي تشهدها الجزائر تندرج في الشأن الداخلي "العائلي"، وعبّر عن ثقته في قدرة الجزائريين أنفسهم على إيجاد حل للمشكلة، مضيفا أن السبيل الوحيد للحل يمر عبر الحوار السياسي الداخلي. وخلال مؤتمر صحفي، عقده الثلاثاء، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، قال لعمامرة إنّ "الشباب أخذوا على عاتقهم إجراء تغيير كبير في بلادنا والدولة استجابت للمطالب"، موضّحا أنّ "الدستور الجديد في بلادنا سيعكس حقيقة التوافق الوطني وسيجعل المستقبل أفضل"، كما ذكّر بتعهّد الرئيس بإشراف لجنة انتخابية مستقلة على الانتخابات وأنّ المعارضة ستُمثل داخل الحكومة. كما ذكر لعمامرة أنه حمل معه رسالة من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى نظيره فلاديمير بوتين، وأشاد بتقدم التعاون الاستراتيجي بين البلدين في مختلف المجالات، بناء على وثيقة التعاون بين بلدينا لعام 2001 التي لا تزال تواصل عطاءها، مشدّدا على أنّ "طموحات البلدين كبيرة، وما تحقق حتى الآن هو خطوة في طريق الشراكة مع روسيا"، وأضاف المتحدّث "اتفقنا على هيكلة تعاوننا في مجموعة عمل مشتركة على مستوى وزراء الخارجية من أجل التعاون". من جهته، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من مغبة محاولات زعزعة الاستقرار في الجزائر، مؤكدا رفض موسكو القاطع لأي تدخل خارجي في شؤون الجزائر الداخلية. وقال لافروف في مستهل مباحثات مع لعمامرة أمس، في موسكو: "نتابع تطورات الأحداث في الجزائر باهتمام.. ونشهد محاولات لزعزعة الوضع هناك ونعارض بشكل قاطع أي تدخل في ما يجري في الجزائر"، مضيفا "الشعب الجزائري هو من يقرر مصيره واستنادا للدستور". وأكد المتحدّث أن بلاده تدعم خطط السلطات الجزائرية للاستقرار في البلاد على أساس الحوار واحترام الدستور. وفي سياق آخر، أشار لافروف، إلى تطابق مواقف موسكووالجزائر فيما يخص ضرورة تفعيل الجهود الجماعية وفقا للقانون الدولي في تسوية الأزمات القديمة مثل القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية، ورفض المشاريع الأحادية المشبوهة التي يحاول البعض تمريرها. هذا، وكشف لافروف أنه تمّ بحث الوضع في سوريا وليبيا ومالي، وأن روسيا ترحب بالجهود الجزائرية في حل الأزمات. رحابي: التدخّل الروسي تدويل للأزمة الجزائرية! رفض وزير الاتصال سابقا، عبد العزيز رحابي، تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حول الحراك الشعبي في الجزائر، مشدّدا على أنه "غير مقبول ويصب في سعي السلطة لتدويل أزمتنا السياسية والالتفاف على مطالب الشعب". وكتب رحابي، الثلاثاء، في منشور على صفحته الرسمية على الفايسبوك: "حقًا روسيا بلد صديق وحليف، ولكن يجب ألا تتدخل في شؤوننا الوطنية بتأييد خطة بوتفليقة التي تثمل الخطر الأساسي لضرب استقرار الجزائر بمصادرة إرادة الشعب". وجاء تعقيب الدبلوماسي السابق على خلفيّة تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي حذّر من مغبة محاولات زعزعة الاستقرار في الجزائر، مؤكدًا رفض موسكو القاطع لأي تدخل خارجي في الشؤون الجزائرية الداخلية، وذلك في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة الذي يُجري زيارة إلى موسكو.