انتفضت أندية الجنوب الجزائري ضد الاتحاد الجزائري لكرة القدم، عقب قيام لجنة الأخلاقيات بتسليط عقوبة الإقصاء لمدة عامين في حق رئيس الرابطة الجهوية لورقلة علي باعمر، والذي يعد أيضا رئيس لجنة الترشيحات على مستوى الاتحاد طيلة العهدة الحالية، كما عاقبت لجنة الانضباط أيضا المدير العام لشباب قسنطينة طارق عرامة بمدة 6 أشهر منها 3 غير نافذة، وجاء توقيت قرار عقوبة باعمر وعرامة مثيرا للريبة والشبهات، كونه صدر قبل ساعات فقط من موعد الجمعية العامة العادية للفاف،والتي يسعى رئيسها ومكتبه الفدرالي بكل قوة لأجل تكميم أفواه بعض أعضاء الجمعية العامة المؤثرين، واقصائهم من حضور الأشغال “تحت غطاء قانوني”، غير منطقي تماما قصد تمرير حصيلته دون أي “شوشرة”. أخذت قضية معاقبة رئيس الرابطة الجهوية لورقلة علي باعمر أبعادا خطيرة حيث نقلت “الأزمة” إلى الاتحاد الجزائري للعبة في محاولة توريطه ورئيسه خير الدين زطشي قبل ساعات من موعد الجمعية العامة للفاف هذا الخميس، وعبّرت أندية ورابطات منطقة الجنوب عن تضامنها مع باعمر، رافضة قرار العقوبة الصادر في حقه، وأطلقت ذات الأطراف حملة مساندة لباعمر، عبر بيان أصدرته، نددت فيه بهذه “العقوبة الظالمة”، كما حمل البيان تهديدا صريحا بتصعيد الاحتجاج تجاه الفاف، وتزكية للمطالب التي سبق وأن تقدم بها باعمر للإتحاد الجزائري لكرة القدم وأهمها انشاء قسم ثاني وطني للهواة لمنطقة الجنوب الشرقي، ومركز لتدريب المنتخبات الوطنية بنفس المنطقة، والتصدي للتهميش الذي يطال المنظومة الكروية بها، كما طالب البيان بضرورة معاملة الأندية الجزائرية على حد السواء، وتمكين أندية الجنوب من الحصول على دعم الشركات والمؤسسات الاقتصادية. وكشف البيان أيضا بأن عقوبة باعمر “أخذت أبعادا شخصية وليست رياضية”، مؤكدا بأن اقصاءه ممنهج ولا يستهدفه هو فقط وإنما الجنوب بكامله، وطالب البيان بضرورة تتدخل السلطات لدفع الفاف للتراجع عن هذه العقوبة. وتأتي هذه “الهبّة”التضامنية لأندية الجنوب مع باعمر، لتعقد أككثر من وضع المكتب الفدرالي الحالي، الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة لكبح جماح كل من يعارضه، ومن يمكنه أن “يؤثر” على سير الجمعية العامة العادية، ولو بالدّوس على القوانين، وممارسة الاقصاء والتهميش، خلافا ل”الديمقراطية والشفافية” اللتان يتغنى بهما رئيس الفاف في كل المناسبات، وفي هذا الإطار يعد عرامة وباعمر أخر ضحايا “الإقصاء الممنهج”، حيث سبق وأن قامت لجنتا الأخلاقيات والانضباط بمعاقبة عدة أعضاء من الجمعية العامة، قصد حرمانهم من حضور أشغالها على غرار شريف ملال رئيس شبيبة القبائل ورئيس اتحاد عنابة عبد الباسط زعيم، وبلقاسم حواسي رئيس شبيبة بجاية، وقبلهما محفوظ بوقلقال رئيس أولمبي المدية الذي رفع عنه العقوبة أول أمس بشكل مفاجيء، وأيضا رئيس شبيبة الساورة محمد زرواطي. الهيئات القانونية للفاف “خارج القانون” وتجدر الإشارة إلى أن جدلا قانونيا شديدا يحوم حول قرارات اللجان القانونية التابعة للفاف، وهي لجنة الأخلاقيات ولجنة الانضباط ولجنة الطعون، حيث غرقت الفاف في الدوس على قانونها الأساسي وحتى قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، والتي تعتبر اللجان القانونية كيانات مستقلة ويتم انتخابها أعضائها وتركيبتها خلال الجمعية العامة، لكن الفاف قامت خالفت ذلك وقامت بتعيينهم، ما يجعل من كل القرارات التي تصدر عن هذه الهيئات غير شرعية بقوة القانون.