انتشرت مؤخرا عدة حملات وهاشتاغات على مواقع التواصل الاجتماعي، تشيد بدور الأم وتسلط الضوء على مهامها العظيمة في الأسرة الجزائرية، ومن بين هذه الحملات هاشتاغ # نور الدار والذي شهد تفاعلا كبيرا بين الجزائريين مؤخرا. والجديد أن هذا الهاشتاغ، بدأ بتعليقات ومشاركات بسيطة على الفايسبوك، لكنه سرعان ما تحوّل إلى وعي جماعي حقيقي، بمشاركة عديد الشخصيات العامة ورواد الشبكة العنكبوتية. فمٌطلقي هاشتاغ "نور الدار" من الشباب أخرجوا حملتهم من مواقع التواصل الاجتماعي ونقلوها إلى الشارع، فنزلوا إلى أزقة وسط الجزائر العاصمة يحملون "ميكروفون" وطلبوا من المارة أن يصف كل واحد دور والدته في حياته في بضع كلمات، وكثير من المواطنين خانتهم التعابير وهم يتحدثون عن أمهاتهم، من كثرة إحساسهم بأنهم مقصرون في وصف الدور العظيم لأمهاتهم مهما ذكروا. وأجمع المتفاعلون في تعليقاتهم المختلفة، أن الأم قوة خفية تتواجد في قلب كل أنسان، فيما تأسف كثيرون للتهميش الذي تتعرض له الأمهات الجزائريات، فغالبيتهن لم يتلقين طيلة حياتهن مكافأة أو حتى كلمة شكر واحدة من الزوج والأبناء. وهدف هاشتاغ "نور الدار" حسبما أكده أصحابه والمتفاعلون معه، أنهم يسعون لغرس ثقافة شُكر الأم ويوميا، في شخصية كل مواطن ومواطنة. وفي الموضوع، ثمّن المختص في علم النفس، نور الدين فرعون، مثل هذه الحملات التي تنشر عادات وسلوكات حميدة وايجابية في المجتمع، بدل تلك المسيئة. ومعتبرا أن المرأة الجزائرية خصوصا معروفة بالتضحية لأجل أسرتها منذ صغرها وحتى الكبر. وحسب تعبيره "طبيعي في مجتمعنا أن تجد الفتاة تدعم أشقاءها وتحرص على راحتهم، ثم تناضل لأجل زوجها وأولادها، وتكرس كبرها لرعاية أحفادها... وغالبا ما تقوم بذلك على حساب راحتها الخاصة". ووصف المتحدث الأم بمجتمعنا ب "الحالة الخاصة والمتفردة"، فهي تسمي أبناءها ب "الكبدة، هذا العضو الحيوي في الجسد بالإضافة إلى القلب والمخ، يجعلها تكرس حياتها تماما لأولادها".