تحت شعار "طفل اليوم سائق المستقبل"، شهدت دار الثقافة "أحمد رضا حوحو" بولاية بسكرة، انطلاق فعاليات الأسبوع التوعوي للوقاية من حوادث المرور، والذي أشرفت عليه إذاعة "الزيبان" الجهوية، حيث يعد هذا الأسبوع تتويج لنشاط عام كامل كانت فيه إذاعة "الزيبان" رائدة المؤسسات التي عملت على التحسيس بخطورة إرهاب الطرقات وآثاره الاجتماعية والاقتصادية. ولهذا الشأن سخرت كل امكاناتها وبالتنسيق مع العديد من الشركاء كسرية الدرك، الشرطة، الحماية المدنية مديرية النقل، مديرية الأشغال العمومية ومديرية التربية، للتخفيف من حدة الظاهرة وخصصت مئات الساعات من بثها للومضات الإشهارية والحصص التربوية والتوعوية والندوات التي تصب كلها في ضرورة الوقاية من حوادث المرور، وبث العديد من النصائح، عرض اعترافات لبعض من اكتفوا بنار الطرقات وبدأ التحضير لهذا الأسبوع منذ إطلاق مبادرة رسالة طفل لسائق، والتي أشرفت عليها إدارة الإذاعة وشارك فيها ما يقارب 350 طفلا ليتوج فيها 10 ناجحين، كما أن افتتاح الأسبوع التوعوي أشرف عليه السيد والي الولاية والسلطات المحلية المدنية والعسكرية، حيث برمجة جملة من النشاطات، وكانت بداية هذا المهرجان بعد عزف النشيد الوطني ثم آيات من كتاب الحق، مداخلة السيد "صديق بوخروبة" مدير الإذاعة والتي كانت مميزة حيث سرد مجمل النشاطات والبرامج والحصص والندوات التي اهتمت بالموضوع، كما ذكر بأهم الفعاليات المساهمة والمشاركة في تلك البرامج لينهي مداخلته بمبادرة الإذاعة الخاصة برسالة "طفل إلى سائق" والتي قال في شأنها أن التركيز على الطفل لتوصيل الرسالة إلى الأولياء تكون أكثر فاعلية، كونها آتية من براءة تبحث على الحياة وهذا ما حاولنا التركيز عليه.
في حين تدخل السيد والي الولاية والذي أعطى الإشارة الرسمية لافتتاح الأسبوع، ركز في مداخلته على مدى اهتمام الدولة بتهيئة الطرقات بمختلف أنواعها وتزويدها بالإشارات، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على إحساس وشعور الدولة بضرورة العمل على التخفيف على الأقل من حدة الكارثة، وتوالت بعده بعض المداخلات والتي كانت كلها تحث على ضرورة الحد من هذه الآفة، إلا أن ما لفت انتباهنا هو تدخل إحدى الشيوخ حين استطاع أن يكيف الظاهرة شرعيا، بسرده لمجموعة من الآيات والأحاديث تظهر جملة من النصائح تدل على حرص الإسلام على سلامة الإنسان، وتواصلت تلك الصبيحة المميزة بتقديم قصيدة شعرية مرفقة بنغمات موسيقية تحكي قصص وأحداث، وتطالب بالتقيد بقانون المرور وتترجى أخذ الحيطة والحذر وفي ظل هذا الجو المميز كانت رائحة مسك فرقة "أريح الجنة" من بلدية "أولاد جلال" يملأ أركان القاعة، حيث أطربت الحضور بنغمات فنية رائعة جد،ا وباللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية، وما كان من الحضور إلا أن يقف مصفقا، وموازاة مع هذه الكلمات والتدخلات كان هناك معرض علمي يحكي في العديد من زواياه مأساة عائلات، وآهات أفراد حيث احتوى على الكثير من الصور المؤلمة لبعض الحوادث.
كما تم إبراز بعض الإحصائيات للقتلى والجرحى، إلى جانب عرض بعض الأجهزة التقنية التي تستعمل من قبل الهيئات الأمنية ككاشف الكحول وجهاز الرادار وغيره، وتواصلت التظاهرة بتوزيع جوائز للفائزين العشر في مسابقة الإذاعة ليتم التنقل فيما بعد إلى ساحة "الحرية"، أين تم إنجاز حظيرة من قبل السلطات البلدية بها مخطط سير للسيارات الصغيرة أشرف عليه رجال الشرطة يتم فيه تعليم الأطفال وتعريفهم بإشارات المرور، وتخلل هذا النشاط طرح بعض الأسئلة على الأطفال حول بعض الإشارات وكيفية المرور وغيرها من قبل طاقم الإذاعة، ليتم تسليم بعض الجوائز الرمزية هذا وستتواصل فعاليات هذا الأسبوع إلى غاية 11 ديسمبر حيث ستتنقل هذه القافلة العلمية والتوعوية والتربوية، إلى أكبر الدوائر على غرار "أولاد جلال"، "القنطرة"، "سيدي عقبة" و"زريبة الوادى"، أين سيتم تنظيم ندوات ومناقشات مع المواطن، هذا وتدخل هذه المبادرة المميزة والمثمنة من قبل الجميع والتي لاقت استحسانهم ضمن الإستراتجية التي تبنتها الإذاعة الوطنية منذ ما يقارب السنة، للمساهمة في الحد من حوادث المرور والمحافظة على أرواح الناس، وحملت إذاعة "الزيبان" لواء هذه المبادرة وأحسنت تسييرها وأبدعت في تنظيمها، وكان الختام مسك على أمل أن نحيا العام المقبل ونحن في مؤخرة ترتيب الدول التي تعاني من ظاهرة إرهاب الطرقات.